قال خبراء إن استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ثلاث مرات في مجلس الأمن الدولي جعل القوى الكبرى مستعدة لدفن خطة عنان وفتح المجال أمام الرئيس بشار الأسد والمعارضة السورية للقتال حتى الموت على الأرض .
ويرى دبلوماسيون وخبراء أن استخدام روسيا والصين حق الفيتو لتعطيل قرار لمجلس الأمن الدولي حول سوريا الخميس الماضي يشكل ضربة قاضية لجهود موفد الأمم المتحدة كوفي عنان .
وقال سفير الصين "لي باودونغ" "إن دولا لم يسمها تبنت موقفا سلبيا من جهود عنان منذ بدايتها في فبراير/شباط" .
من جهتها، اتهمت روسيا الدول الغربية بالسعي لتدخل عسكري في سوريا مع أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أكدت أنها لا تسعى إلى حل على الطريقة الليبية . ووصفت سفيرة الولايات المتحدة سوزان رايس تعليق موسكو بأنه ينم عن عقدة الشك .
ويرى خبراء عدة أن الأمر في المعركة الحالية حول سوريا، يعود إلى الحملة على ليبيا العام الماضي التي تؤكد روسيا والصين أنهما خدعتا من قبل الدول الغربية بموافقتهما على قرار للأمم المتحدة .
وقال "ماتس بيردال" أستاذ الأمن والتنمية في قسم الدراسات الحربية في معهد كينغز كوليدج في لندن لو كالة الانباء الفرنسية إن روسيا والصين تشعران أن العقوبات كانت شيفرة لتغيير النظام وهما محقتان إلى حد ما.
وأضاف أنهما لن تتنازلا قيد أنملة في هذه القضية وهذا يجعل الأمر بالغ الصعوبة.
في المقابل، ينتقد الغرب روسيا لعرقلتها دعوات عنان إلى تحمل عواقب عدم تنفيذ خطته التي تدعو إلى وقف العنف تمهيدا لبدء حوار سياسي .
وقال ريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية الذي يتخذ من واشنطن مقراً له إنها ليست خسارة كبيرة بما أن الخطة لم تكن تتمتع بأي فرصة لقبولها، مضيفا أن من الأفضل إنهاء هذا الجهد وبدء جهد جديد مهمته تأمين مخرج للنظام السوري الحالي.
من جهته، رأى ريتشارد غوان نائب مدير مركز التعاون الدولي في جامعة نيويورك أن “مزيجاً من الكذب والتعنت وعدم الكفاءة أدى إلى كارثة.
وأضاف أن التطورات في دمشق ونيويورك تجعل من الواضح أن نتيجة الحرب الأهلية ستتقرر على أرض المعركة أكثر منها مجلس الأمن الدولي .
وانتقدت مجموعات سورية معارضة علنا جهود عنان .
وقال "غوان" إن عنان بذل جهودا شاقة ليعزز موقفه وأكد مرارا انفتاحه على الأسد والروس وأصدقاء سوريا في إيران، مضيفا أن اقترابه من إيران أثار غضب المسؤولين الأمريكيين، مشيرا إلى أن الموفد الخاص يستحق الثناء لمواصلته جهوده من أجل إيجاد حل سياسي غير منحاز في مواجهة مهمة مستحيلة.
وتابع سيكون مفهوما – وربما من الحكمة – أن ينسحب بعد أحداث الأسبوع الجاري .
وقال بيردال إن مشاكل عنان لا يمكن تجنبها مع المأزق الذي وصل إليه مجلس الأمن الدولي والروس المصممين على عدم الموافقة إطلاقاً على ممارسة أي نوع من الضغوط .
وأضاف "لقد قدم أفضل ما لديه في وضع بالغ الصعوبة".
وأكد الخبير نفسه في "كينغز كوليدج" أن البعض يعتقدون انه ذهب بعيدا جدا مع النظام لكنه رأى ذلك دائما خطوة أولى للدفع بالعملية قدما وربما إيجاد صيغة تحفظ ماء الوجه لبشار الأسد ليغادر السلطة.