أكدت لجان المقاومة الشعبية أن الخطأ التاريخي والاستراتيجي الحاصل بتوقيع اتفاقية أوسلو يجب أن يعالج عبر تعزيز المقاومة الشاملة كخيار للشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال لاسترداد أرضه وتحرير مقدساته، ولن يتسنى ذلك إلا بالمقاومة المسلحة التي كفلتها كل الأعراف والمواثيق الدولية.
وعدت اللجان في بيان نشرته وكالة صفا اليوم الخميس أن الاتفاقية جاءت نتيجة لحظة ضعف تاريخية عاشتها الأمة واستفاد منها الكيان الإسرائيلي وحلفائه, وكان هدفها بالأساس قبول الكيان كجسم سياسي طبيعي في الشرق الأوسط في تصادم واضح مع المكونات التاريخية والاجتماعية والثقافية في المنطقة العربية.
وشددت على فشل خيار التسوية مع الاحتلال, بعد مرور 19عاما على توقيع اتفاقية أوسلو, التي لم تقدم أي إنجاز يذكر للشعب الفلسطيني.
وقالت إن الاتفاقية حققت للاحتلال اعتراف فريق فلسطيني وعربي رسمي بكيانه المقام غصبًا وظلما على أكثر من 80% من فلسطين المحتلة, وأعطت الشرعية لبعض الأنظمة إقامة علاقات علنية مع الكيان, بل شجعت الكثير منهم على تبادل السفراء وافتتاح السفارات والممثليات التجارية.
وأوضحت أن الخطأ التاريخي والاستراتيجي الحاصل بتوقيع الاتفاقية يجب أن يعالج عبر تعزيز المقاومة الشاملة كخيار للشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال لاسترداد أرضه وتحرير مقدساته، ولن يتسنى ذلك إلا بالمقاومة المسلحة التي كفلتها كل الأعراف والمواثيق الدولية.
وأضافت أن الأمة اليوم أكثر نضوجا والتزاما بفلسطين من أي وقت مضى, وأن لحظة عدم الاتزان السياسي التي أوصلتنا لاتفاقية أوسلو لن تعود أبدا.
وبينت أن كل القوى الحية والفاعلة في الأمة وجهتها الآن فلسطين والقدس, وما المخاضات العسيرة التي تعيشها الأمة إلا مقدمة للحراك الكبير والحاشد الذي سيتجه صوب القدس لإنهاء مظلومية فلسطين التي طال زمنها، ويكسر الهيمنة الأمريكية على المنطقة.
ودعت اللجان المفاوض الفلسطيني إلى عدم المراهنة على الخيارات العبثية والواهية، "فلقد انكشفت عورتها واتضح لكل ذي عقل فشلها, ولم تعد ذات قيمة في عملية الصراع مع الاحتلال, فما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة"، علي حد قولها.
وشددت على أن الاستمرار بالتفاوض مع الاحتلال ضرب من الجنون والانتحار السياسي, بعد أن وفرت سنوات أوسلو العجاف المناخات المناسبة للاحتلال للقيام بكافة الإجراءات العدوانية ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته, مستغلا الغطاء التفاوضي لتهويد ومصادرة الأراضي الفلسطينية.