السينما سعت لتمجيد الرؤساء.. ونسيت أبطال أكتوبر الحقيقيين

 

بعد مرور 39 سنة على حرب أكتوبر المجيدة لم يقدم عنها عمل سينمائي أو توثيقي يشرح للشباب المعاني والتضحيات التي قدمها جنود مصر العظماء في هذه الحرب سوى بعض الأفلام التي ذكرت الحرب على هامش قصة حب مثل "الرصاصة لا تزال في جيبى" فهل تنظر السينما بعين الاعتبار لهذا الانتصار وتسعى لتخليده.. هذا ما سنناقشه في التقرير التالي.
 
السينما لم تقصر
أكد الفنان الكبير محمود ياسين أن السينما المصرية لم تقصر في تغطية حرب أكتوبر المجيدة وجميع صناع السينما في وقتها حاولوا على قدر الإمكانيات والمعلومات المتاحة وأنتجوا العديد من الأفلام مثل: فيلم "الرصاصة لا تزال في جيبي" و " وبدور " و" وفيلم الوفاء العظيم " وهى كانت أفلام مناسبة لتلك الفترة ولكن الآن مطلوب إنتاج فيلم يرقى بالحدث و يؤرخ للحرب للأجيال القادمة.
 
الإنتاج مهم 
في حين ترى الفنانة تيسير فهمي أنه لا يوجد فيلم صنع بشكل جيد ليس كتابة فقط ولكن من خلال الإنتاج الذي يمثل قيمة الحرب وتقول إن فيلم العبور الذي تم تصويره عن الحرب نفسها وصور القوات وهى تقوم بالعمليات المختلفة أفضل ما صنع الحرب.
 
وأضافت فهمي – أن أهم المعوقات في إنتاج فيلم عن الحرب هو الإنتاج لان لنتج الخاص لن يستطيع الصرف على فيلم بهذه التكلفة وكان جمهور السينما قبل الثورة لا يهتم بالأفلام الوطنية ولا يعرف معاني الانتماء والمثل الأعلى والقدوة التي هدمها النظام السابق أما الآن بعد ثورة 25 يناير فيجب إنتاج فيلم يقدم لنا الصورة الحقيقة عن إبطال أكتوبر لنقدم للشباب القدوة والمثل الأعلى.
  
تمجيد الرؤساء 
يرى  الكاتب الصحفي عبد الله السناوى أنه "مع اقتراب ذكرى حرب أكتوبر نحتاج إلى حوار حقيقي لتصحيح التاريخ ونسب البطولات إلى أصحابها الحقيقيين، حيث أن بعد الحرب مباشرة سخر الإعلام الحرب لصالح السادات بتصويره رجل الحرب والسلام ونسب كل الفضل له وذلك لإكسابه شرعية تبرر له الانقضاض على مبادئ وأهداف ثورة يوليو، ثم بعد أن جاء مبارك تم تلخيص الحرب في الضربة الجوية الأولى وتم إهمال جميع أبطال الحرب الحقيقيين وكان سلاح الطيران حارب منفردا مع أن الضربة الجوية كانت محدودة وكانت لرفع المعنويات ولم تؤثر بالطريقة التي تم التركيز عليها بأنها هي التي حسمت المعركة". 
 
الجندي البطل الحقيقي
وأضاف السناوى – أن البطل الحقيقي الذي يجب التركيز عليه إعلاميا من خلال إنتاج أعمال درامية هو الجندي المصري الذي رابط على الحدود لمدة 6 سنوات وضحى بحياته الشخصية والعائلية واستشهد وأصيب حتى انتصرنا في أكتوبر 73 وفى السياق ذاته أكد السناوى أن الأفلام التي تم إنتاجها عن حرب أكتوبر ساذجة وكانت عبارة عن قصة حب عادية والحرب على الهامش ونحتاج إلى إنتاج فيلم حقيقي يؤرخ لحرب أكتوبر و يشرح البطولات الحقيقة للجندي المصري وللأبطال الحقيقيين وليس لتمجيد الرؤساء.
 
أفلام على الهامش 
أشار اللواء محمد على بلال -الخبير العسكري- أن الإعلام كان له عذره أثناء حرب أكتوبر لأنه تم أبعاده نظرا لسرية العمليات العسكرية أما الإنتاج الإعلامي بعد الحرب فلم يقم بدوره الحقيقي ليظهر حقائق الحرب وأبطالها وهذا لأننا في مصر لم نتعود على إنتاج أفلام حربية وكل ما تم لا يمثل أي شيء عن حرب أكتوبر.
 
وأضاف بلال – أن الأفلام التي أنتجت عن حرب أكتوبر كانت سيئة جدا ولم تعطى للحرب قدرها الحقيقي الذي تستحقه  بل كانت أفلام رومانسية والحرب كان بها مجموعة من الأشياء التي يجب التركيز عليها إذا تم إنتاج فيلم عن الحرب مثل اقتحام النقاط الحصينة الذي أربك إسرائيل في بداية الحرب واستسلام نقطة لسان بور توفيق وحرب الدبابات وهناك نقاط كثيرة يجب لجوع للخبراء لإبرازها عن حرب أكتوبر.
 
 

What do you think?

0 نقطة
Upvote Downvote

انطلاق أعمال أول قمة يورو- متوسطية منذ اندلاع الثورات العربية

الخارجية الإسرائيلية: رد تركيا العسكري على سوريا صائب