تسابق أدباء وفنانو مصر إلى جانب قادتها وزعمائها بعد نكسة 1967 وقبل حرب أكتوبر، على التبرع ضمن إطار حملة خاصة بالمجهود الحربي، وكانت تهدف إلى دعم قدرات الجيش المصري وتعزيز إمكاناته، في مواجهة قوة الاحتلال الإسرائيلي.
فنجد أنه كان لكوكب الشرق أم كلثوم، دورا بارزا في تبني مبادرة موسعة في هذا الشأن، كما أنها عملت على تنظيم حفلات عديدة داخل مصر وخارجها يعود ريعها إلى حملة المجهود الحربي، مثل رحلاتها في المغرب العربي وباريس من أجل المجهود الحربي في أعقاب حرب 67 واستثمار فنها العظيم وعشق العالم لغنائها.
كما كان للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ دورا أيضا في التسابق لرفع الروح المعنوية للجنود ، فبعد حرب 1967 غنى في حفلته التاريخية أمام 8 آلاف شخص في قاعة "ألبرت هول" بلندن لصالح المجهود الحربي لإزالة آثار العدوان، و قدم عبد الحليم في هذا الحفل أغنية المسيح كلمات عبد الرحمن الأبنودي وألحان بليغ حمدي، وغنى في نفس الحفل أغنية "عدى النهار"، وهي أيضاً للأبنودي وبليغ، وهي واحدة من أبرز أغاني حفلات عبد الحليم على مدار تاريخه الطويل.
ومن ناحية أخرى بالنسبة للفن السينمائي ، قدم الفنان فريد شوقي تقديم أفلام تروى فيه العدوان الثلاثي على مصر، وجلاء الإنجليز عن مصر، منها فيلم "بورسعيد"، كما قدم الفنان إسماعيل ياسين أفلام تبرز الدور الوطني للجيش المصري وتشجيع الشباب على حب التطوع ، و أداء الخدمة العسكرية، فقدم إسماعيل ياسين عدة سلسة من الأفلام مثل "إسماعيل ياسين في البحرية"، و"إسماعيل ياسين في الطيران"، و"إسماعيل ياسين في الجيش".
في سياق آخر ساهمت وزارة الثقافة في إستراتيجية رفع الروح المعنوية لدى الجنود على الجبهة، حيث أرسلت الفرق الفنية التابعة لها لتقديم حفلات ترفيهية للجنود بعد نكسة 67، فشاركت الفرقة القومية للفنون الشعبية، وفرقة رضا للفنون الشعبية والتي كان الفنان محمد العزب أحد أعضائها في ذلك الوقت ويتمتع بشعبية كبيرة، هذا بالإضافة إلى مشاركة فناني السيرك القومي مثل الفنان العالمي رماح، والفنان رفعت عبد الرحمن ، والفنانين حسينين وشاكر عباس "فريق الأرجل الذهبية" بقيادة الفنان محمد سعد.