قبل 150 عامًا وفي حارة بالإسكندرية عاشت أكبر جاليات اليهود، وسرعان ما تألفت مع السكندريين، ومع الجاليات الأجنبية الأخرى التي أتت في حقبة الاحتلال.
الجالية اليهودية في الإسكندرية تعتبر مثالًا قويًّا على هذه الحالة؛ حيث تمتع اليهود بالحرية الكاملة في ممارسة شعائرهم الدينية، وبناء المعابد وإقامة المحافل، وقد ساندتهم الحكومة في تيسيرات البناء ومنحهم الأرض مجانًا مما أسهم في انتشار المعابد اليهودية في مختلف مدن مصر وبخاصة القاهرة والإسكندرية. وحتى عام 1930 كان هناك 20 معبدًا في الإسكندرية تنتمي إلى مجموعات ومجتمعات متباينة ما بين يهود مغاربة وأتراك وإيطاليين وإسبان وفرنسيين ويهود مستعربين.
الوضع استمر كما هو عليه حتى بدء نشاط الصهيوينة في الأراضي الفلسطينية وهجرة اليهود إلى "أرض الميعاد"، ومن ثم بدأت وتيرة هجرة اليهود من مصر إلى الكيان النامي منذ العام 1948، ومع دخول مصر والعرب في حروب متتالية ضد الكيان الصهيوني، ازداد هجرة اليهود، حتى أصبحت أعدادهم محدودة للغاية لا تتجاوز المئات، يقطن معظمهم بالقاهرة و الإسكندرية.
و الآن، ارتبط اسم حارة اليهود- ومنذ فترة طويلة- في الإسكندرية بتجارة المخدرات، وضمت "الحارة" الموجودة بحي بحري الشهير بين جنباتها العديد من تجار المخدرات على مدى عقود؛ حيث تواجدت عائلات بأكملها تتاجر بالمخدرات واتخذت المنطقة مركزا لها.
يقول عمر محفوظ- أحد قدامى الساكنين بالحارة حول تاريخها- أن معظم أهالي الإسكندرية "كانوا يتعاملون مع اليهود الموجودين داخل الحارة دون وجود أي عائق بخصوص الديانة، فكانوا يقضون معهم الأوقات في التسامر وتجمعهم العلاقات الإنسانية والتعاملات المادية، دون أن يتم تهميشهم أو تجنبهم" .
وعن سبب هذا التعايش؛ قال: "اليهود الموجودون بالحارة ليسوا مثل يهود إسرائيل، فديانتهم ديانة سماوية، حتى إنهم يذهبون إلى معبدهم كذهاب المسلمين إلى المساجد، والمسيحيون إلى كنائسهم "
قال علي محمد – صاحب محل ملابس- أن اليهود لم يعدو موجودين الآن ، والموجود حاليا لا يتعدون 20 شخصًا يتعاملون بكل راحة واطمأنان .
واضاف " أن المشكلة الأن هو زيادة تجارة المخدرات بالحارة ، فتجار المخدرات أصبحوا يبيعون علنًا بعد الثورة ، غير أن الحارة تحتوي عائلات بأكملها تتاجر فيها .
و في هذا السياق، قال مصدر أمني "إن التكوين الجغرافى للحارة جعل منها مطمعًا لتجار المخدرات والخارجين على القانون فاستوطنوا بها عقب خروج اليهود منها ولكن تكثيف الحملات الأمنية قضى على العائلات الشهيرة من تجار الممنوعات ولم يبق غير القليل من المحاولات الفردية التى لا تمثل ظاهرة "
وبعد الثورة طالب عدد من القيادات السلفية بعد الثورة تغير اسمها إلي "حارة المؤمنين "