بالصور.. الإعلام من النكسة إلى أكتوبر.. هناك فرق!

لم تكن حرب السادس من أكتوبر نصر سياسي وعسكري فحسب، وإنما نصر إعلامي، حيث انتقل الإعلام من حال لحال وشهد طفرة مكنته من أن يكون أداة من أدوات النصر، التي شهد بتفوقها الكثير، خاصة أن تم مقارنته بإعلام نكسة 67 الذي لعب دور النقيض.. فكيف تم هذا التحول الكبير في الأداء؟!.

 

إعلام نكسة 67 

"إسقاط 43 طائرة للعدو".. "الجيش العربي يزحف إلى تل أبيب".. "القتال مستمر وسنحقق الأهداف".
 
هكذا كانت مانشيتات الصحف القومية أثناء حرب67 وصدمة قواتنا المصرية بقوة العدو ووجودهم في معركة غير متكافئة جعلتهم غير قادرين على الصمود فتكبدوا الخسائر واحدة تلو الأخرى وهو في حالة ذهول ما بين ما يراه وما يقرأه في الصحف ويسمعه في الإذاعات وكأن الميدان غير الميدان.
 
فقد مالت وسائل الإعلام في عدوان يونيو 1967 إلى المبالغة والتهويل من القدرة الحربية العربية مع التهوين من قدرات القوات العدو،إضافة إلى اختلاق معارك وانتصارات وهمية والانسياق وراء موجة من الحماس الوطني صورت الحرب مع إسرائيل بكونها لا تعدو عن نزهة .
 
وكان السبب وراء ذلك افتقاد وسائل الإعلام مصادر المعلومة، فلم يكن هناك اتساق بينها وبين الإعلام الحربي، الذي لجأ كثيرًا إلى نقل أخبار كاذبة خلال فترة الحرب، إضافة لإخفائه استعدادات العدو الحقيقة أثناء الحديث عنه قبيل الحرب، وسيطرة الدولة الممثلة في الاتحاد الاشتراكي على وسائل الإعلام لخلق رأى عام متضامن مع القيادة السياسية.
 
ويؤكد د. سامى الشريف –  أستاذ  الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام بجامعة القاهرة وعميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة- ذلك قائلا: "إعلام نكسة 67 قام  بتخدير للرأي العام وإيهامه بأن النصر مضمون 100%، حاذيًا بذلك حذو مدرسة جوبلز- وزير الدعاية في عهد هتلر- التي ترى أن الإعلام بإمكانه تحقيق النصر دون نصر حقيقي ليستيقظ الشعب المصري على هزيمة نكراء".
 
نقلة الإعلام من الاستنزاف لحرب أكتوبر
من القيود والخضوع لسيطرة الدولة إلى إطلاق الحرية للإعلام، ومن الغموض للشفافية والمصارحة في التعامل مع الرأي العام، خلال الفترة 1970-1973، تحققت النقلة النوعية للإعلام وبدا الإعلام في ثوب جديد جعله قادر على أن يكون جندى من جنود المعركة .
 
 وقد حرص الإعلام في ذات الوقت على نقل الواقع بصورة حقيقية مباشرة ، وان ظهرت بعض السلبيات فيه، حيث كان يعرض بشفافية خسائر العدو من صور واعترافات معتمدا في ذلك على مراسلين أجانب، وقد وظف ذلك في رفع الروح المعنوية للشعب وقواته المسلحة، مع  قلة تعرضه لخسائر قواتنا المصرية خوفًا على تأثير ذلك على الروح المعنوية .
 
 ويقول الشريف أن الإعلام لعب دورًا جيدًا فى خداع العدو فى أوقات الحرب وإيهامه أن مصر لا تستطيع الحرب وغير مستعدة لها فى ذات الوقت لدرجة أن المخابرات الأمريكية ذكرت أنها لم تكن لديها اية معلومات عن تحركات الجيش المصري .
ويضيف الشريف: "أن مصداقية الإعلام المصري بدأت في أول بيان خرج أثناء الحرب وحيث كان يبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم".
 
إعلام السلام "كامب ديفيد"
شهدت فترة ما بعد حرب أكتوبر 1973 منعطفا مهما في تاريخ الصراع العربي -الإسرائيلي، حيث أعتزم الرئيس الراحل محمد أنور السادات توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل وكانت أبرز سقطات الإعلام في هذه الفترة توظيفه لاستطلاعات الرأي العام للتأثير على الجمهور وإيهامه بقبول جموع الشعب المصري لاتفاقية السلام.
 
 وأبرز مثال على ذلك  الاستطلاع الذي نشر في صدر الصفحة الأولى من جريدة الأهرام وكانت نتيجته تقول أن 100% من المصريين يؤيدون اتفاقية السلام دون نشر أي معلومات عن الجهة التي قامت بإجراء الاستطلاع ولا معلومات عن العينة وتصميم استمارة الاستطلاع وهى معلومات هامة للحكم على مصداقية الاستطلاع مما جعل خبراء الإعلام يرجعون ذلك إلى التحيز الصارخ الذي شمل كافة مراحل إجراءه .
 
ويقول د. هشام عطية -أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة- أن هذا شيء طبيعي بالنسبة للإعلام الذي يروج للسلطة فهو يوظف ما يريده لخدمة الحاكم ويعمم نتائج استطلاعات الرأي على اعتبار أنها تعبر عن كل الرأي العام .
 
ويعتبر عطية أن هذا شيء طبيعي للإعلام التابع للسلطة في عهد السادات ومبارك وانه يواجه نفس المصير في عهد الرئيس محمد مرسى إذا لم ترفع الدولة قبضتها عن ملكية الإعلام.
 
ومن جانبه يرى الشريف أن الإعلام في فترة اتفاقية السلام وقع في محنة بعد قراره بالسلام مع العدو الذي باتت مصر تحاربه 50  عامًا وكان بمثابة قرار صادم  فكيف يمكن للإعلام أن يغير قناعات الناس بالسلام بعد هذا التاريخ من النزاع وقد أنقسم الإعلام بين مؤيد ومعارض لهذه الاتفاقية كما انقسم الشعب المصري.  
 

لمشاهدة وثائق حية للصحف من النكسة إلى أكتوبر اضغط هنا..

 
 
 
 
 

What do you think?

0 نقطة
Upvote Downvote

وزير دفاع إيران: نمتلك صواريخ كروز للرد على أي اعتداء

إحالة بلاغ مقدم ضد طنطاوي للنيابة العسكرية للتحقيق فيه