«المشير علي فهمي» حارس السماء المحترقة

مر 39 عاما على استرداد العزة والكرامة, الذكرى التاسعة والثلاثون لأبطال الشهادة والنصر.. منهم من شهد له التاريخ, وصور لنا أروع البطولات في تقديم روحه فداء لمحبوبته «سيناء», ومنهم من لم يذكرهم التاريخ فغابوا عن الأذهان كما غابت أرواحهم وأجسادهم عن دنيانا.

واحتراما منا لأبطال النصر الذين رحلوا وبقيت أمجادهم, وانطلاقا من مبدأ منح كل ذي حق حقه قررنا تقديم لمحة من حياة بطل عسكري صنع الخلود لنفسه بذكائه الحربي, الذي حول الهزيمة المرة إلى نصر وكرامة.
من هو؟
 هو المشير محمد علي فهمي .. قائد عسكري مصري من مواليد أكتوبر/1920, تخرج في الكلية الحربية وشارك في الحرب العالمية الثانية وحرب 1948 وحرب 1967 وحرب الاستنزاف وحرب 6 أكتوبر 1973. 
 
 
عينه جمال عبد الناصر قائدا لقوات الدفاع الجوي عام1969 بعد هزيمة مُرة ذاقها الجيش المصري, فأخذ على عاتقه مسئولية لا يتحملها سوى الأبطال, فقام بدراسة أسباب النكسة وأعاد تأهيل الجندي المصري معنويا وجسمانيا وذهنيا.
دوره في نصر أكتوبر
كان له دور كبير في نصر أكتوبر بقيامه بإنشاء نظام دفاعي جوي في منطقة الجيشين الثاني والثالث بالجبهة, أعقبها بناء حائط الصواريخ المصري الذي ساهم كثيرا في إبعاد طائرات الاستطلاع الإسرائيلية لمسافات كبيرة, فأطاح بنظرية التفوق الإسرائيلي في المجال الجوي, فقال عنه «حاييم هيرتزوج» – رئيس إسرائيل الأسبق -: «كان إنشاء حائط الصواريخ المصري عام1970تحولا إستراتيجيا لم نفهم معناه إلا بعد ثلاث سنوات 1973».
 
العملية «رجب» هزت جيش العدو
 
وفي 9/9/1971 كلف البطل محمد علي فهمي قواته الجوية بمنع العدو من استطلاع القوات البرية شرق القناة, فتم تنفيذ العملية «رجب» والتي هزت الجيش الإسرائيلي بعد إسقاط طائرة استطلاع إليكترونية ضخمة راح فيها مجموعة من أقوى ضباط ومهندسي الجيش الإسرائيلي.
 
واستمر البطل «محمد علي فهمي» في أعمال التطوير حتى أكتوبر 1973م ، وفي وقت قياسي استطاع تأسيس سلاح الدفاع الجوي, الذي لعب دورا حاسما في معارك أكتوبر 1973م.
حارس السماء المحرقة
وكانت لحظة فاصلة في تاريخ العسكرية المصرية عندما انطلقت الصواريخ المضادة للطائرات التي زرعت الرعب والخوف في قلوب الطيارين الإسرائيليين، واستطاع البطل «محمد علي فهمي» القضاء على أسطورة التفوق الجوي الإسرائيلي، وأطلق عليه «حارس السماء المحرقة»، ولا ينسى التاريخ أنه في نحو الساعة الخامسة مساء يوم السادس من أكتوبر 1973م ، أي بعد ساعات قليلة من الهجوم المصري المتواصل، التقطت الأجهزة الخاصة المصرية إشارة لاسلكية مفتوحة تحمل أوامر صادرة من الجنرال «بنيامين بليد» – قائد السلاح الجوي الإسرائيلي – إلى طياريه يأمرهم بعدم الاقتراب من القناة لمسافة لا تقل عن 15 كيلو متر شرق القناة.
 
مهندس معركة الدفاع الجوي
وبعد نهاية الحرب  تولى المشير محمد علي فهمي رئاسة أركان حرب القوات المسلحة, وفي عام 1978 اختاره الرئيس السادات مستشارا عسكريا له.
 
هكذا كان المشير محمد علي فهمي واحدا من أهم أبطال نصر أكتوبر.. فقد وصفه الكاتب  مرسي عطا لله في أحد أعمدته: «بالرجل الذي خاصم النوم مائة يوم».. وقال عنه هودز- رئيس مجلة الطيران وتكنولوجيا الفضاء-: "إنه مهندس معركة الدفاع الجوي في حرب أكتوبر 1973".
وفاته؟!!
 
وانتهت أسطورة البطل «محمد علي فهمي» يوم الأحد 12/9/1999 بعد وفاته بلندن.. بعد حياة بطولية عمرها79 عاما عاشها في حضن الجيش المصري كرمز من الرموز التي لا تنسى في استعادة كرامة الوطن..
 
 

 

What do you think?

0 نقطة
Upvote Downvote

سوريا ..حينما تتساقط الأقنعة – رغداء العربي

عمن جمعهم القمع .. ووحدتهم الثورة .. وقتلهم الاستقطاب – دسوقي أحمد