مع تصاعد حدة المنافسة داخل ماراثون الانتخابات الأمريكية، يراهن المرشح الجمهورى ميت رومنى على نجاحه في إدارة الملف الاقتصادي على حساب سياسته الخارجية تجاه الشرق الأوسط بعكس منافسه الديمقراطي أوباما .
ويرى مراقبون أن ميت رومنى يتفوق على أوباما في الملف الاقتصادي الذي ركز عليه خلال مناظراته الثلاث مع منافسه اوباما.
ويركز رومني على إصلاح النظام الضريبي المطبق على شريحة «متوسطي الدخول»، ويطالب بالتخلص من الضريبة على الدخل بالنسبة لمن تقل دخولهم عن «200 ألف» دولار سنوياً، وإلغاء الضريبة على المواريث.
يشار الى أن رومنى استطاع عندما كان حاكماً لولاية ماساشوسيتس، إعادة التوازن إلى اقتصادات الولاية دون اللجوء إلى زيادة معدل الضرائب أو الاقتراض، وتمكن من الوصول بمعدل البطالة إلى أقل مستوياتها.
وتولى ميت رومنى حكم ولاية ماساشوستس من عام 2003 حتى عام 2007.واستطاع كرجل اعمال بجانب انه سياسى المساهمة فى انجاح شركة باين كابتال وهي واحدة من أكبر وأربح شركات الاستثمار في العالم.
وبالرغم من نجاح رومني في الملف الاقتصادي إلا أن المحللين يرون أنه يمثل نموذجًا للأمريكي الذي ينحدر من النخبة حيث أن ثروته وأسلوب حياته ولغته منفصلة تمامًا عن المواطن الأمريكي العادي.
ولاحظ مراقبون إن سياسة رومني الداخلية تنطلق من رؤيته المحافظة وخلفيته الدينية، فهو ينتسب إلى الطائفة المسيحية المارمونية، ويرفض تمامًا عمليات الإجهاض والزواج المثلي، ويؤكد أهمية تدعيم تقاليد العائلة في المجتمع الأمريكي، وقدسية مؤسسة الزواج.
ويذكر أن ميت رومنى عمل كمبشر للطائفة المورمونية في فرنسا، ويركز دائما فى خطاباته على النبرة الدينية.
سياسات متشددة
أما على صعيد السياسة الخارجية، يقول مراقبونيتبني إن ميت رومنى يتبنى سياسة خارجية متشددة حيال باقي ملفات السياسة الخارجية خاصة الملف السوري الإيراني و(الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي)؛، حيث إن البعض يشبه فترته الرئاسية- في حال نجاحه في الانتخابات ووصوله للبيت الابيض بأنها ستكون بمثابة الفترة الثالثة لـ"جورج دبليو بوش".
ويؤيد المرشح الجمهوري ميت رومني السياسات الإسرائيلية تجاه فلسطين تأييد لا متناهي ويعترف بأن القدس عاصمة لإسرائيل ووعد بأن تكون زيارته الاولى بعد توليه الرئاسة إلى تل ابيب .
وبالنسبة لسوريا دعا رومنى ان يكون التدخل فيها بصورة أكبر وتسليح المعارضة السورية بعد التنسيق مع إسرائيل "حتى لا تصل الأسلحة إلى أيدي الإرهابيين"، مستبعدًا المشاركة الأميركية في فرض منطقة حظر جوي فوق سوريا.
وفيما يخص إيران كان رومني أعرب عن اعتقاده بأن سياسة الإدارة الأمريكية الحالية تجاه إيران ليست صارمة بالدرجة المطلوبة ويؤيد فرض العقوبات عليها .
ويتفوق أوباما على ميت رومني في استطلاعات الرأي عقب المناظرات التي أجراها على الرغم من انتقاده الدائم لسياسات أوباما الاقتصادية والخارجية وخاصة بعد حادثة قتل السفير الأمريكى في ليبيا اثناء الاحتجاجات على الفيلم المسيىء .
ويستغل فيها ميت رومني فشل أوباما في إدارة الملف الاقتصادي للحصول على مكاسب سياسية.