استطلاعات الرأي والمناظرات..سهام صائبة في ماراثون الانتخابات الأمريكية

 

تلعب استطلاعات الرأي دورا كبيرا في الانتخابات في دول الأجنبية، حيث تعكس نتائجها الواقع بدرجة كبير، وفى انتخابات الرئاسة الأمريكية التي أجريت عام 2008 بين باراك أوباما وجون ماكين، أظهر استطلاع للرأي أجرى قبل يومين   من قبل كلا من رويترز وسي سبان (قناة الكونجرس) ومعهد زغبي أن باراك أوباما مرشح الحزب الديمقراطي تقدم "بشكل طفيف" على منافسه مرشح الحزب الجمهوري جون ماكين إلى 6 نقاط، وجاءت النتيجة متقاربة، حيث فاز أوباما بنسبة 52.7% مقابل 45.9% لماكين.  
 
وتأتى استطلاعات الرأي المجراة خلال فترة الانتخابات الرئاسة الأمريكية متارجحة وغير ثابتة فى أغلب الأوقات ، فبالرغم من تقارب نسبة التأييد بين باراك أوباما الرئيس الديمقراطي الحالي وميت رومنى المرشح الجمهوري  فنجدها تحرز تقدم تارة لصالح أوباما، وتارة أخرى لصالح رومنى، متأثرة بالمناظرات، التي تساعد المناظرة المرشحين على استقطاب أكبر عدد من الناخبين الذين لم يحددوا مرشحهم بعد، والأحداث والدعايا، التي تلعب دور في ذلك.
 
 أوباما يتقدم
سجلت استطلاع رأى أجرته مؤسسة "إبسوس" التابعة لوكالة "رويترز" قبيل أول مناظرة  تقدم أوباما على رومني  بمعدل 3 نقاط ، وأعلنت رويترز، فحصل أوباما على نسبة تأييد بلغت 49% مقابل 46% لصالح رومنى.
 
أداء عالي لرومني يزيد مؤيديه
هيمنت القضايا الاقتصادية والاجتماعية على أول المناظرة بين المرشح الجمهوري والديمقراطي، حيث تناولت قضايا كالتشغيل وإيجاد فرص العمل ، والرعاية الصحية، ودور الدولة في الاقتصاد.
 
وانتقد رومني خلال المناظرة المشروع الصحي لأوباما  قائلا" مشروع أوباما الصحي فاقم عجز الميزانية الأمريكية وادي إلى زيادة النفقات الصحية"،وعلق اوباما : "أن مشروعه الصحي ألزم شركات التأمين الصحي بعلاج المرضى".
 
وشاهد  المناظرة الأولى نحو 67.2 مليون أمريكي.
 
وبعد المناظرة الرئاسية الأولى بين أوباما ورومني في 3 أكتوبر في دنفر، كولورادو  تقلص الهامش الذي يتقدم به أوباما على منافسه الجمهوري بنحو نقطتين مئويتين فقط ،فأظهر الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة "إبسوس" لصالح وكالة "رويترز"  أن 46% من الناخبين المحتملين يدعمون أوباما مقابل 44% يؤيدون رومني ،حيث قال خمس الناخبين في الاستطلاع إن أداء الرئيس الديمقراطي في المناظرة، عزز شعورهم السلبي تجاهه، بينما أكد نحو الثلث أن شعورهم بات أكثر إيجابية تجاه رومني.
 
ووجهت انتقدت كبيرة لأوباما  بسبب أدائه السلبي فى المناظرة التي جاء لصالح منافسه رومنى، في حين تلقي رومني، المرشح عن الحزب الجمهوري المحافظ، إشادة واسعة النطاق على أنه الفائز في المناظرة، كما وصف أوباما الخطط الاقتصادية لرومنى بأنها " تعود بالاقتصاد الأمريكي إلى الوراء"، مضيفا "أنها تكرار للسياسات الاقتصادية التي اتبعت في عهد بوش".
 
 أوباما يعاود تقدمه فى المناظرة الثانية 
ارتكزت المناظرة بالأساس على القضايا الداخلية والتي شملت الهجرة، والضرائب، والمساواة بين الرجل والمرأة، والتوظيف، والطاقة، إضافة للعلاقة مع الصين. 
 
وانتقد أوباما خلال المناظرة خطة رومني الاقتصادية، مشيرًا إلى أن الخطة ليست مكونة من خمس نقاط، بل من نقطة واحدة ، كما أنه  يريد محاباة الأميركيين الأثرياء، في المقابل، انتقد رومني الإجراءات أوباما في مواجهة الأزمة 
 
واتهم أوباما سعى رومني بالسعي للسماح للشركات البترولية بخط سياسة الطاقة الأميركية، إضافة إلى تشككه من قدرة رومنى في الحد من تجاوزات الصين فيما يتعلق بالغش في أسعار عملتها، وذلك لأنه أحد المستثمرين الأميركيين الذين أقاموا استثمارات في الصين.
 
و انتقد رومني أوباما حول سوريا، واتهمه بـ القيادة من الخلف، لعدم مساعدة المعارضة السورية رغم استمرار زيادة عدد الضحايا، و شن رومني هجوم على أوباما متهم سياسته الخارجية بالفاشل وجاء رد أوباما مؤكد على تحمله مسئولية الكاملة عن سلامة الدبلوماسيين ، ورد عليه قائلا: "لا يمكنك أن تحول القضايا المتعلقة بالأمن القومي إلى قضايا سياسية".
 
ووصلت نسبة مشاهدة الأمريكيين للمناظرة الثانية، التي تمت في 16 أكتوبر الماضي، حوالي 65.6 مليون أمريكى، وأظهر الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة "إبسوس"، أن 48% من الناخبين المسجلين، اعتبروا أن أوباما حقق الفوز في المناظرة مقابل 33% اعتبروا رومني الفائز،حيث شهدت المناظرة الثانية، التي نظمت في جامعة هافسترا بمدينة هامستند فى نيويورك، بين أوباما ورومنى تحسن قوى في أداء أوباما .
 
ثبات الناخبين على مرشحيهم
ارتكزت المناظرة الثالثة بالأساس على قضايا السياسة الخارجية والتي تمثلت في الشرق الأوسط،  والهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي، والوضع في سوريا والربيع العربي، ودور أمريكا في العالم، والموقف بين إسرائيل وإيران، والوضع في أفغانستان، ونمو الصين والعلاقات الأمريكية معها.
 
وشن أوباما هجوما عنيفا على رومني وصل إلى حد اتهامه بأنه أخطأ في كل خياراته بالسياسة الخارجية، وانتقد رومنى  نقص القيادة لدي أوباما بملف الشرق الأوسط، واتهم رومني أوباما بالتخلي عن التحالف التقليدي لواشنطن مع إسرائيل وبولندا وأكد رومني على دعم إسرائيل إذا تعرضت لهجوم، فى حين أكد أوباما دعمه لإسرائيل وبقائه حليف لها، وأخذ رومني على أوباما عدم اتخاذه مواقف مساندة للتظاهرات المعارضة للنظام في إيران عام 2009، واتفق كلا من رومنى وأوباما على استخدام الطائرات بدون طيار لتنفيذ هجمات ضد أهداف في العالم.
 
وسجلت المناظرة الثالثة، والتي تمت في 22 أكتوبر الماضي، أقل نسبة مشاهدة ، فأشارت بيانات الإحصاء النهائي لمركز نيلسن إلى أن 59.2 مليون أمريكي شاهدوا المناظرة الثالثة.
 
واظهر استطلاع أجرته مؤسسة "ابسوس" بعد المناظرة الثالثة تقدم أوباما بحصوله على نسبة تأييد بلغت 47%  مقابل 31% لرومني ، لكن آراءهم في المرشحين لم تتغير بدرجة كبيرة.
 
تقارب النسب
أظهر استطلاع الرأي الذي أجرته مؤسسة إبسوس أواخر شهر أكتوبر الماضي تقدم أوباما على منافسه الجمهوري رومني بفارق نقطة واحدة ،حيث حصل اوباما علي نسبه تأييد بلغت 47 % مقابل 46% لرومني، وهو هامش تقول مؤسسه قياس الرأي انه غير مهم من الناحية الإحصائية ولم يحقق أي من المرشحين تقدما واضحا منذ أوائل أكتوبر الماضي.
 
وتوقع 53% من جمهور الناخبين المسجلين فوز اوباما في الانتخابات، فيما قال 29% فقط انهم يتوقعون فوز رومني، وقالت اغلبيه أيضا انها تتوقع فوز أوباما في الولاية التي ينتمون لها.
 
وأشار آخر استطلاع رأى أجرى إلى تعادل أوباما ورومنى على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية، مع تقدم أوباما على رومنى في الولايات المتأرجحة.
 
ومن خلال استطلاعات الرأي التي تم إجراؤها خلال فترة الدعاية الانتخابية، يتضح وجود تقارب شديد بين أوباما ورومنى يجعلنا غير قادرين على الجزم بمن الفائز، ولكن تقدم أوباما في الولايات المتأرجحة قد يجعلنا نتوقع فوزه على رومنى.
 
 
 
 

What do you think?

0 نقطة
Upvote Downvote

وقفة لأفراد الشرطة بالشرقية احتجاجا على مقتل زملائهم بالعريش

دورة لتعليم الهيروغليفية ببيت السناري