كتبت مراسلة صحيفة "جيروزاليم بوست هيلاري كريجر" تحليلا حول سياسات واستراتيجيات إدارة أوباما عقب فوزه بولاية ثانية جاء فيه:
"مع انقشاع غبار الحملات الانتخابية وهدوء الأجواء الحماسية، واحتفاظ المرشح الديمقراطي باراك أوباما بمنصبه في البيت الأبيض، إثر توجيه الهزيمة الساحقة لمنافسه المرشح الجمهوري "ميت رومني" عقب معركة انتخابية حامية الوطيس, فإن الرئيس أوباما لم يكن السياسي الوحيد الذي أُعيد انتخابه لولاية ثانية, حيث أُعيد كذلك انتخاب أعضاء مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين بشكل يحافظ على الانقسامات الحزبية القائمة بين الحزبين الكبيرين الجمهوري والديمقراطي.
وهذا يعني أن يأتي عام 2013، بنفس المكون السياسي من حيث التعامل مع المشكلات القائمة، والتي لم تجد حلا حتى الآن، مثل العجز الهائل في الميزانية, والبرنامج النووي الإيراني الذي يزداد قوة يوما بعد يوم. ويبدو للجميع أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية قد فضحت الانقسامات المتأصلة وساهمت في تعزيزها بين الأمريكيين بدلا من تقديم مسار مشترك يجمع ويوحد كل المواطنين حوله.
وخلال السباق الرئاسي، انتزع ميت رومني عباءة التغيير التي ارتداها ونادى بها أوباما بفخر في حملته الانتخابية قبل أربع سنوات. وكان حاكم ماساتشوستس السابق قد وعد بقيادة أمريكا في اتجاه جديد، ولكن الناخبين قد أيدوا فكرة أن يبقى الوضع القائم كما هو عليه.
إن الافتقاد لوجود وجوه جديدة والحالة القائمة من الجمود والتحزب التي تزايدت في واشنطن خلال ولاية أوباما الأولى، لا تبشر بالخير بالنسبة لأولئك الذين يريدون اتخاذ إجراءات جريئة وأسلوبا جديدا للتعامل مع التحديات الخطيرة التي تواجه أمريكا والعالم.
وخلال حملته الانتخابية، قدم أوباما سياسات جديدة أقل من تلك التي كان قد أعلن عنها بالفعل. ولم يبدِ الكونغرس أي إشارات على تبنيه لسياسات أو مسارات مختلفة عن تلك التي اعتاد عليها.
وتوقع الكاتب تشارلز كروثامر الذي تحدث في قناة فوكس نيوز بعد وقت قصير من إعلان نتيجة ولاية ولاية أوهايو لصالح أوباما، أن الجمهوريين في مجلس النواب ستستمر معارضتهم للرئيس، ومعارضتهم كذلك لسياساته الخاصة بتقديم الدعم للاقتصاد الأمريكي للخروج من كبوته ولمجموعة القضايا الأخرى التي على رأس جدول الأعمال.
إن الأمر الوحيد الذي اعترف أوباما بأنه ارتكب فيه خطأً أثناء ولايته الأولى هو عملية السلام في الشرق الأوسط. وخلال حملته لم يذكر شيئا جديدا أو مختلفا سيقوم به خلال الولاية الثانية بالنسبة لهذه القضية تحديدا.
ومن المتوقع بشكل كبير أن يفوز رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بولاية ثانية على التوالي في يناير المقبل، ومعه سيستمر الصراع بينه وبين أوباما الذي كان واضحا منذ أن قام نتنياهو بأول زيارة لأوباما في البيت الأبيض.
ومن المعروف أن الانتخابات تقوم بفتح صفحة جديدة وطي صفحة الماضي، والرئيس بالتأكيد لديه فرصة لبداية جديدة، ولكن حتى الآن، لم يفعل أوباما وشخصيات أخرى على الساحتين المحلية والدولية شيئا يذكر يُشير إلى أنهم سيطبقون خططا أو استراتيجيات جديدة مختلفة عن تلك التي كانت تستخدم خلال ولايته السابقة".