اعتبر الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن الكفاءة المهنية وحدها دون توافر الأمانة والالتزام الخلقي لا تكفي لتصدر الشخص للعمل الإعلامي، مشددا على أنه يُشترط فيمن يعمل في مجال الإعلام أن تُطبَّق عليه القاعدة التي تُطبَّق على أي وظيفة (إن خير من استأجرت القوي الأمين).
وفي إجابته على سؤال حول أهم الضوابط الشرعية التي يجب على العاملين في الحقل الإعلامي أن يضعوها نصب أعينهم، قسّم الدكتور يوسف على موقع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الضوابط إلى ثلاثة أقسام، ضوابط للإعلامي، وأخرى للمتلقي، وثالثة للوسيلة الإعلامية.
وحول الضوابط المشروطة في الإعلامي قال القرضاوي إنه لا بد أن يكون "إنساناً مثقفاً حفيظاً عليماً أو قوياً أميناً، قادراً على أن يوصل هذه الرسالة ويعرف أمانة الكلمة ومسئوليتها؛ ولذلك ينبغي أنه يُختار لهذا العمل الإنسان القادر على حمل هذا العبء".
وأضاف: "نستطيع أن نخلص من هذا الأمر أنه يُشترط فيمن يعمل في مجال الإعلام أن تُطبَّق عليه القاعدة التي تُطبَّق على أي وظيفة (إن خير من استأجرت القوي الأمين) ولا تكفي فقط الكفاءة المهنية، وإنما أيضاً ينبغي توافر الأمانة والالتزام الخلقي".
أما المتلقي الذي يستقبل الرسالة الإعلامية فشدد على أنه "لابد أن يكون واعياً يميِّز ما يصلح له وما لا يصلح، ويكون عنده رقابة ذاتية".
وأكد القرضاوي على أهمية هذه الرقابة، معتبرا أن الواجب في الحقيقة أن تتدخل الدولة أيضاً لتعمل هذه الرقابة، وإذا لم يحدث هذا فالمستقبل هو الذي ينبغي عليه أن يقول هذا لا يليق وهذا يليق، وخصوصاً إذا كان إنساناً مسؤولاً عن أسرة وعنده أولاد وبنات فلابد أن نجنبهم كما نمنع أنفسنا من الأغذية المسمومة أو الملوثة بالإشعاع؛ وكما أن هناك تفتيشاً ورقابة على هذه الأشياء وأحياناً تأتي هذه المؤسسات وتعدم آلاف الأطنان من هذه الأشياء لأنها ضارة".
ورأى أن "الأغذية الفكرية والوجدانية المسمومة والملوثة أشد خطراً من الأغذية المادية، فالمستقبِل إذا لم يجد من يساعده فعليه أن يساعد نفسه ويمنع أولاده ويبعدهم عن هذه الأشياء؛ مثل أفلام العنف، أفلام الجنس، وكل أفلام المبالغات هذه "فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته".
كما أوضح أن الشروط الخاصة في الوسيلة أو المادة الإعلامية فإنها ينبغي أن تشتمل على الخبر الصادق، فالكذب وترويج الأكاذيب لا يجوز والمفروض أن تتحرى الصدق.