برغم استقرار مؤشر أسعار السلع الغذائية بحسب آخر بيان لمنظمة الاغذية والزراعة العالمية التابعة للأمم المتحدة (فاو) إلا أنه علي ما يبد أن ذلك الاستقرار لن يمس زيت الزيتون الذي سيشهد حسب أخر تقرير ارتفاع غير مسبوق .
وقال بيان صادر عن المجلس الدولي للزيتون أن موسم حصاد الزيتون لهذا العام الأسوأ بالنسبه للمزراعين في جنوبي اوروبا، وذلك بسبب الظروف المناخية السيئة التي ساعدت على تكاثر ذبابة الزيتون مما أدى الى انخفاض حاد في نسبة انتاج محاصيل الزيتون هذا العام.
واضاف البيان الذي نقلته بي بي سي أن نقص المحاصيل سينعكس في ارتفاع في أسعار منتجات زيت الزيتون وهو ما سيشكل بدوره ضربة أخرى للاقتصاد الاوروبي
وتابع البيان أن الظروف المناخية أدت الى تدني ملحوظ في نسبة محاصيل الزيتون التي وصلت احياناً الى النصف، مما انعكس على اسعار زيت الزيتون في الاسواق.
وتعد محاصيل الزيتون في توسكانا وامبريا في ايطاليا الأكثر تضرراً جراء هذه الظروف المناخية التي أتلفت أجود انواع زيت الزيتون في العام.
وتواجه اسبانيا المشكلة عينها هذا العام،فبعد أن كانت تؤمن نصف الانتاج العالمي من زيت الزيتون بجميع اصنافه، فإنها ستنتج هذا العام نصف ما انتجته العام الماضي وذلك بسبب ارتفاع الحرارة والجفاف والبكتيريا التي اصابت اشجار زيت الزيتون.
وقال المجلس الدولي للزيتون أن سعر زيت الزيتون الايطالي ارتفع حوالي 37 في المئة عام 2013، إلا أنه حذر أن اسعار زيت الزيتون الفاخر من المتوقع ارتفاعه هذا العام الى 60 في المئة.
ولم تنتج شمال لازيو في ايطاليا هذا العام، إلا نصف زجاجة من زيت الزيتون، عوضاً عن 10.000 زجاجة تنتجها سنوياً حيث تشتهر لازيو بانتاج أجود انواع زيت الزيتون.
ويعزو المزراعون السبب الى تكاثر ذبابة الزيتون التي تتكاثر في ظل الظروف المناخية التي شهدتها البلاد هذا العام، إذ تعمل الذبابة على وضع بيوضها على قشرة حبة الزيتون، لتتكاثر يرقاتها داخلها، مما يؤدي الى تنامي البكتيريا والفطريات، وبالتالي اتلافها والقضاء عليها.
بدوره كان بيان الفاو الذي صدر مؤخرا في نوفمبر الماضي كشف عن استقرار مؤشر أسعار السلع الغذائية العالمية بعد أشهر من التراجع المتواصل إلى أدنى مستوى منذ أكثر من أربع سنوات متأثرا بالزيادة القياسية في انتاج الحبوب باستثناء الأرز.
وذكرت المنظمة أن مؤشرها العام لأسعار المواد الغذائية العالمية سجل خلال شهر أكتوبر الماضي انخفاضا شهريا ضئيلا لم يتعد 0.2 في المئة عن شهر سبتمبر السابق ليستقر عند 192.3 نقطة وهو الأدنى منذ سبعة أشهر.
كما قالت إن محاصيل وأرصدة الحبوب في العالم تتجه نحو مستويات قياسية حيث شرعت المنظمة برفع توقعاتها الخاصة بالانتاج العالمي المنتظر من القمح للموسم الزراعي الجاري.
ويعد مؤشر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة لأسعار الغذاء دليلا تجاريا لقياس اتجاهات أسعار خمس سلع غذائية رئيسية في الأسواق العالمية تتضمن المؤشرات الفرعية لأسعار الحبوب واللحوم والحليب والزيوت النباتية والسكر.