قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية إن الجنرال السيسي الذي قاد انقلاب 2013 ضد حكومة الإخوان المسلمين المنتخبة، وشن حملة قمع دموية بلا هوادة على الجماعة، وضيق الخناق على وسائل الإعلام، ليس هو الزعيم المحتمل للقيام بالإصلاح.
وأضافت: "مر خطاب السيسي دون أن يلاحظه أحد قبل هجوم باريس، لكن منذ ذلك الحين تم التعامل معه اعتباره يلقي الضوء على التطرف الإسلامي. لدرجة أن البعض فكر في أن السيد السيسي يمكن أن يقوم بدور مارتن لوثر في العالم الإسلامي".
وأردفت الصحيفة البريطانية: "كما أسهمت تصرفات حكومته في تطرف الإسلاميين، وفاقمت شعورهم بأنهم ضحية. كما أن لديه مشكلة مع الحس الساخر؛ فقد كانت السخرية من السيد السيسي هي السبب وراء إيقاف العمل التلفزيوني الذي كان يقدمه الساخر المشهور باسم يوسف".
وأكدت الصحيفة أن "مؤسسات مثل جامعة الأزهر وهي بالمناسبة تدعم الانقلاب العسكري في مصر سوف تكون أكثر قدرة على تعزيز الاعتدال إذا وُجِدت بيئة سياسية حرة ومفتوحة. لكن العديد ينظر إليها الآن كأدوات للنظام يستغلها لأغراض سياسية- بل في بعض الأحيان تتبنى هذه المؤسسات وجهات نظر راديكالية لتعزيز شرعية الحكومة".
واستشهدت الصحيفة بما قاله مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، تعليقًا على هجوم تشارلي إيبدو: إن الإصلاح الديني في العالم العربي ضروري، لكن لا يمكن أن يتحقق دون إصلاح سياسي.
وختمت الصحيفة بالقول: "في جوٍ من الترهيب والتعصب، لا يمكن تحقيق أي تغيير، ناهيك عن إصلاح الأيديولوجية والخطاب الديني".