أكد المحلل السياسي الدكتور محمد لبيب أن “الدور الوظيفي للأردن يتجدد بإستمرار وبتكلفة زهيدة نسبياً على القائمين على تحديد ذلك الدور والإشراف عليه، وفي الفترة الأخيرة أخذ سقف هذا الدور في الأرتفاع والتمدد بحيث لم يعد محصوراً بالدور العازل المانع كما كان عليه الحال منذ تأسيس الأمارة ، بل أصبح دوراً تفاعلياً مع مجريات الأحداث يؤثر فيها ويتأثر بها وفي بعض الأحيان يصنعها أو يساهم في صنعها .
وأشار لبيب في مقاله على موقع “الرأي اليوم” إلى أن الحكم في الأردن يبدو أنه مصمم أكثر من أي وقت مضى على الإستمرار في لعب الأدوار المناطة به على المستوى الأقليمي”.
وقال لبيب:” إذا كانت حادثة مقتل الطيار الشهيد معاذ الكساسبه قد وفرت الغطاء الشعبي لتبرير القيام ببعض تلك الأدوار، فإن حجم الأندفاعة الأردنية وخطورة تبعات ما تقوم به عسكرياً تحت شعار الثأر والإنتقام قد ابتدأ في دفع العديد من الأردنيين نحو التساؤل عن الحكمة وراء هذه الأندفاعة الرسمية الأردنية وعن ما يمكن أن يتمخض عنها من تطورات قد تدفع بالأمن والأستقرار الأردني نحو هاوية سحيقة ، وهو الوضع الذي تعاني منه العديد من الأقطار العربية المجاورة” .
وتابع: “بما أن الطيران والقصف الجوي لن يحسما المعركة ضد الإرهاب ، فإن الأردن اذاً أمام معركة طويلة الأمد وعواقبها لن تكون منظورة الآن خصوصاً إذا ما قررت داعش ، فيما لو شاركت الأردن في حرب برية ضدها ، الرد داخل الأردن وبأسلوب العصابات والعمليات الإرهابية ضد المدنيين”.
وأضاف لبيب: “ما نحن بصدده في الواقع ليس أمراً أردنياً حصراً ، ولكنه مخطط يستهدف العرب والمسلمين ، ويستهدف أيضاً إستعمال بعض العرب ضد باقي العرب مشيرًا إلى أنن ما يجري الآن يهدف إلى دفع الأردن للقيام بأدوار خطيرة نيابة عن قوى أخرى أهمها الولايات المتحدة وبشكل قد يؤدي إلى مزيد من الإضرار في الوضع العربي المنهار على عدة جبهات”.