ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن زعماء الخليج وهم على أعتاب انعقاد قمة “كامب ديفيد”، يضغطون على الرئيس باراك أوباما لتعزيز العلاقات الأمنية مع الولايات المتحدة في المنطقة، وتوسيع الضمانات العسكرية المترتبة على تزايد المخاوف بشأن إيران.
ونقلت الصحيفة، عن مسؤولين كبار من عدة دول خليجية، أنهم يفهمون أن تحالف الدفاع المشترك، على غرار حلف شمال الأطلسي، غير ممكن، لكن على أقل تقدير، فإنهم يريدون من الولايات المتحدة وعدًا بأن تكون أكثر حزمًا وأكثر تحديدًا لحمايتهم من التهديدات الإيرانية المتوقعة.
كما نقلت الصحيفة، عن يوسف العتبة سفير الإمارات العربية المتحدة لدى واشنطن، قوله: “في الماضي، كان هناك اتفاق شرف مع الولايات المتحدة حول أمن دول مجلس التعاون الخليجي، لكن اليوم نحن بحاجة إلى شيء موثق، نحن بحاجة إلى شيء مؤسسي شبيه باتفاقية الدفاع المشترك مع اليابان وكوريا الجنوبية وغيرهما”.
يأتي هذا في الوقت الذي أعلن فيه أوباما عن توصل القوى العالمية إلى اتفاق مبدئي مع إيران بشأن ملفها النووي، ويخشى زعماء دول الخليج أن الاتفاق المحتمل مع إيران، الذي يجب الانتهاء منه بحلول 30 يونيو القادم، يشير إلى التحول في التحالفات الأمريكية في المنطقة.
وتفيد الصحيفة أن هناك أكثر من 35 ألفًا من أفراد القوات الأمريكية متمركزة في الخليج، مع القواعد الجوية الرئيسية والقواعد البحرية، التي تخدم كمقر للعمليات العسكرية الأمريكية في جميع أنحاء المنطقة.
وأعربت الولايات المتحدة، لأول مرة، عن استعدادها لاستخدام “القوة” للدفاع عن شركائها الاستراتيجيين في الخليج ضد التهديدات الخارجية منذ عقود.
لكن وحسب الصحيفة، فإن “الخلاف يكمن في ماهية التهديد الخارجي، فلا أحد يستطيع أن يحدد بالضبط ما الذي يعنيه أوباما بالتهديد الخارجي، على الرغم من أن دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة، تعاونت طويلًا على مكافحة الإرهاب وغيرها من التهديدات في المنطقة، بما في ذلك الحملة الجوية الحالية التي تقودها الولايات المتحدة في سوريا والعراق ضد تنظيم الدولة الإسلامية، والأولويات والأهداف تختلف أحيانًا، وكذلك بين دول الخليج نفسها”.
وتختتم الصحيفة بقولها إن “الآمال الأولية على الأقل لبعض دول الخليج لمعاهدة الدفاع المشترك مع الولايات المتحدة يبدو أنها قد تلاشت، حتى لو دعمت الإدارة الأمريكية مثل هذا الاقتراح، فإن المعاهدة يجب تقديمها إلى مجلس الشيوخ، إذ إن المخاوف بشأن الأمن الإسرائيلي من شأنها أن تجعل الأمر مستحيلًا، لكن قد يشمل تنسيقًا عسكريًا أكثر تواضعًا، كما قد يتم التعاون بشأن التصدي للإرهاب على شبكة الإنترنت”.