لم يكن إعدام وزير الدفاع في كوريا الشمالية، هيون يونج تشول، هو الحادث الأول من نوعه في البلد الذي يشهد ديكتاتورية متوحشة على يد حاكمها كيم جونغ أون منذ توليه منصبه عام 2012، بل إنها حلقة جديدة من سلسلة إعدامات طالت عددا كبيرا من مسؤولي الدولة.
الفيديو المتسبب في إعدام وزير الدفاع
“غفوة الموت”.. هكذا وصف نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، إعدام وزير الدفاع الكوري الشمالي بتهمة الخيانة، بعد أن غلبه النوم أثناء عرض عسكري حضره الزعيم كيم جونج أون، حسبما نقلت وسائل إعلام عن جهاز المخابرات الكوري الجنوبي.
وذكرت وسائل الإعلام اليوم الأربعاء، نقلًا عن معلومات قدمها جهاز المخابرات إلى لجنة برلمانية، أن وزير الدفاع الكوري الشمالي هيون يونج تشول أعفي من منصبه، ثم أعدم رميًا بطلقات مدفع مضاد للطائرات، وأن مئات الأشخاص شاهدوا إعدامه في 30 إبريل.
ونشرت وسائل الإعلام في كوريا الجنوبية مقطع الفيديو التالي، واصفة إياه بأنه المتسبب في إعدام وزير الدفاع.
شاهد الفيديو:
ونقلت وسائل الإعلام عن وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية، أن نحو 70 من كبار المسؤولين في كوريا الشمالية أعدموا بعد تولي كيم جونغ أون منصبه عام 2012.
وأشارت الوكالة إلى تزايد عدد المسؤولين الذين أعدموا سنويًا منذ عام 2012، مضيفة أن 10 مسؤولين أعدموا خلال الأربع سنوات الأولى من فترة حكم كيم جونغ إيل والد الزعيم الحالي، بعد وفاة الزعيم السابق كيم إيل سونغ.
إعدام 15 مسؤولا في 2015
وقالت وكالة “يونهاب” الكورية الجنوبية إن 15 من كبار المسؤولين أعدموا في كوريا الشمالية العام الجاري لأسباب مختلفة بأمر من الزعيم الكوري الشمالي.
وكان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قد أمر العام الماضي بإعدام وزير الأمن العام أو سانغ هون بواسطة قاذفة لهب، وذلك بسبب الصلة القوية التي كان يتمتع بها مع عم الزعيم الراحل جانغ سونغ تيك، علما أن الأخير أعدم هو الآخر في نهاية عام 2013.
وأعدم الوزير بناء على حكم قضائي ورد فيه أن أو سانغ هون “عدو الشعب”، ويفيد بأنه حول الوزارة إلى مؤسسة خاصة لحمايته، وأخفى معلومات حول فساد واختلاسات على أعلى المستويات، حسب ما قاله الزعيم الكوري الشمالي الذي فضل تنفيذ حكم إعدام “الخائن” بيده.
اختفاء عمة الزعيم بعد إعدام زوجها
وسبق وزير الدفاع، إعدام جانغ سونغ تيك زوج عمة الزعيم الكوري الشمالي، بتهمة الخيانة بعد محاكمة عسكرية، وجرى تنفيذ الحكم على الفور.
ووجهت تهم إلى جانغ بأنه يبيع موارد الدولة بأسعار منخفضة وشكل مجموعة “تهدف إلى إسقاط قيادة الحزب والنظام الاشتراكي”، سعيًا منه لـ”الاستيلاء على السلطة العليا في الحزب والدولة”.
وشغل جانغ، زوج عمة الزعيم الكوري، منصب نائب رئيس لجنة الدفاع الوطني، ووصف بأنه الشخصية الأكثر نفوذًا في كوريا الشمالية بعد زعيم البلاد.
أعقب ذلك، تقارير إعلامية، باختفاء كيم كيونغ عمة الزعيم الكوري، وسط أنباء نشرتها قناة “سي إن إن” الأمريكية عن “تسميمها” بعد رفضها إعدام زوجها.
منشق يروي إعدام عم وعمة الزعيم الكوري
ونقلت شبكة “سي إن إن” الأميركية، أمس الثلاثاء، عن منشق كوري شمالي، قوله: “أن تكون جزءًا من العائلة الحاكمة قد لا يكفي لإنقاذ حياتك في كوريا الشمالية، فالقتل الوحشي لأحد أعمام الزعيم كيم جونغ أون، بعد أن اعتقل وحوكم وأعدم في أقل من أسبوع صدم العالم عام 2013”.
شاهد رواية المنشق:
انتقادات دولية ضد كوريا الشمالية
واعتاد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة توجيه انتقادات حادة حول ملف حقوق الإنسان في كوريا الشمالية، المليئة دائمًا بالانتهاكات، وأشار المجلس في تقارير مسبقة له إلى مزاعم تعذيب في معسكرات اعتقال وعمل السخرة والحرمان من الطعام في البلاد.
ودائما ما كنت ترد كوريا الشمالية على مثل هذه الانتقادات بأنها “خدعة سياسية”، في حين يمنع فريق التحقيق في الملف الحقوقي بتلك الدولة من الدخول إلى أراضيها وسط تعتيم إعلام، إلا أنها تلجأ في عملها لصور أخذت عبر الأقمار الاصطناعية وشهادات من منشقين كوريين شماليين.
شاهد لقطات مسربة من داخل كوريا الشمالية: