in

مراقبون: فضيحة التجسس الأمريكية الألمانية قد تغير ائتلاف الحكم ببرلين

أثارت فضيحة التجسس الألمانية الأمريكية حالة من الاستهجان عما يقوم به جهاز الاستخبارات الألمانية لصالح وكالة الأمن القومي الأمريكي، خصوصاً أن الملف اتخذ بُعداً آخر، بعدما تجاوز البُعد الأمني والحرب على الإرهاب، إلى مراقبة شخصيات سياسية ألمانية وأوروبية، إضافة إلى مؤسسات وشركات دول حليفة وصديقة.

وأشارت “العربي الجديد” أن تلك الفضيحة، أعادت ذاكرة الجميع إلى ما قبل عامين عندما تبين أن الاستخبارات الأمريكية قد تجسّست على الهاتف الخاص للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والتي سيتم الاستماع إلى أفادتها أمام لجنة التحقيق البرلمانية بصفة شاهد.
وأعرب “العربي الجديد” عن احتمالية أن تشكل هذه الفضيحة أزمة في الائتلاف الحاكم، بعد كلام نائب ميركل رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي ووزير الاقتصاد سيغمار غبريال، والذي أشار إلى أنه استوضح من المستشارة عما إذا كان هناك تجسس على المصالح الاقتصادية غير تلك الحاصلة على المجموعة الأوروبية للصناعات الجوية والدفاعية، وكان الجواب دائماً بالنفي، إلا أنه وبحسب الدستور لا يمكن أن يتم ذلك من دون علم المستشارة الألمانية، وبالتالي سيكون ما يحدث سابقة من نوعها، وهذا ما قد يسبب أزمة سياسية، وربما يؤدي إلى إسقاط الحكومة الائتلافية، إذا ما تبين عكس ذلك.
في سياق متصل، فقد تم تشكيل لجنة تحقيق برلمانية، بهدف الوصول إلى جميع الحقائق المتعلقة بالعملية، خصوصاً أن البرلمان الألماني ليس على علم بالمعايير المعتمدة في جمع هذه المعلومات، أو عن حجم عمليات التجسس على الشركات ورجال السياسة في أوروبا، وهذا أمر بالغ الخطورة، ولا يمكن السكوت عنه، لأنه وفي بلد صناعي مثل ألمانيا تلعب الشركات دوراً مهما في العجلة الاقتصادية، ومن الممكن أن تزعزع الثقة بينها وبين الدولة.
وأشار “العربي الجديد” إلى رؤية مراقبين أنه في حال ثبتت معرفة ميركل وأعضاء الحكومة ومنهم زميل ميركل في الحزب “الديمقراطي المسيحي” وزير الداخلية توماس دي ميزيير، بالأمر، سيطرح الحزب المنافس والشريك في الائتلاف الحكومي (الحزب الاشتراكي الديمقراطي) كافة أوراقه في هذا الملف، وذلك بهدف تقليب الرأي العام على ميركل، وهو ما سيحتّم أيضاً على حزبي “الخضر” و”اليسار” الضغط بشكل أكبر باللجوء إلى إجراءات قضائية من أجل الكشف عن المعلومات، وأمام هذا الواقع والضغط الموجود حالياً، لا يُستبعد أن تقدم ميركل على وضع استقالتها بتصرف البرلمان، خصوصاً إذا ما أصبحت مصداقيتها على المحك.

كما يعتبر المراقبون أن عملية استجواب الشهود ستتم أملاً بالحصول على معلومات إضافية بغية إماطة اللثام عن كافة النقاط المتعلقة بالقضية لمعرفة مدى التعاون بين استخبارات البلدين، لا سيما بعدما تبين أن جهاز الاستخبارات الألمانية يعمل بتوجيهات من دولة أخرى، وأن الأمريكيين ما زالوا يقومون بعملية التطوير للمحطة التي يمكنها القيام بعمليات تنصّت في الشرق الأوسط.
وأشار “العربي الجديد” إلى أن التعاون بين الطرفين قديم ووثيق، وقد تم في عام 2004 تسليم محطة الرصد في مدينة “باد ايبلينغ” والمشيّدة من قبل الجيش الأميركي والموجودة في ولاية بفاريا، إلى السلطات الألمانية، ويتم عبرها القيام بعمليات التنصت، وهي تُعتبر الأقدم والأقوى في التنصت ضمن القارة الأوروبية، إذ يتم التنصت ومراقبة وتعقّب 13 قمراً صناعياً وأكثر من 160 من بينات الاتصال، إضافة إلى الكشف عن عمليات التجسس، بواسطة الرموز وأرقام الهاتف والبريد الإلكتروني لتعقب الأهداف.

What do you think?

0 نقطة
Upvote Downvote

“بيومي”: ماذا لو أيد المفتي الحكم وامتنع “مرسي” عن استئنافه؟

حماس تأسف لصدور أحكام الاعدام ضد أعضاؤها..وتؤكد: بينهم شهداء وأسرى