فرجاني: عسكر مصر يقودون الثورات المضادة ضد المد التحرري العربي

أكد  الدكتور نادر فرجاني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن “دور مصر الرسمية المحكومة بالمؤسسة العسكرية، المتاجرة بالسلاح والحروب ارتزاقًا، في قيادة الثورة المضادة، ليس فقط في مصر قلب الأمة العربية، ولكن في عموم بلدان المد التحرري العربي بالتعاون الوثيق مع ثلة كئيبة من أذناب الاستعمار والرجعية في بلدان المد التحرري العربي، من أمثال خليفة حفتر من ليبيا ومحمد دحلان من فلسطين”.

وقال -عبر منشور له على “فيس بوك”-: “لأن مصر كانت وستبقى، رغم كيد الأعادي والحاقدين، البلد المحوري في المنطقة العربية، في السراء وفي الضراء، اخترت أن أتناول تقييم العام الأول من الولاية الثانية للمؤسسة العسكرية بعد الموجة الأولى من ثورة شعب مصر العظيمة في يناير 2011 برئاسة عبدالفتاح السيسي، إضافة إلى موضوع “عام من الحنث بالقسم”، من المنظور العربي العام”.

وأوضح “فرجاني”، أن المد التحرري العربي الذي اندلع في نهايات العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تحديدًا في 18 ديسمبر 2010 في تونس، قد قام لإسقاط بنى مجتمعية ضخمة وراسخة، وشبكات مصالح هائلة متسعة، أقامها حكم الاستبداد والفساد في البلدان العربية بدعم من قوى الهيمنة العالمية المناصرة للمشروع الصهيوني في المنطقة العربية”.

وأضاف، “لذلك كان من الطبيعي أن تواجه الانتفاضات الشعبية للمد التحرري العربي مدًا معاكسًا من القوى المحلية والإقليمية والدولية المستفيدة من نظم الاستبداد والفساد التي قامت الانتفاضات الشعبية لتقويضها، فبذور الثورة المضادة، كما يقال، تكمن في البنى المجتمعية والمؤسسية وشبكات المصالح التي تمخضت عنها عقود طويلة من الحكم التسلطي الفاسد”.

وتابع: “أضف إلى ما سبق أن الانتفاضات الشعبية ضد الحكم التسلطي الفاسد لم تنجح في إيصال قوى ثورية بحق لسدة الحكم في أي من بلدان المد التحرري العربي، بل إن الانتفاضات الثورية في حالات أسلمت قيادة الانتفاضة الشعبية لقوى معادية امتطتها بغرض إجهاضها، والحالة الأبرز هنا هي إسلام الانتفاضة الشعبية المصرية في يناير 2011 إلى المؤسسة العسكرية التي أزاحت رئيسها السابق لامتصاص السخط الشعبي المتعاظم ضد نظامه وادعت حماية الثورة الشعبية وهي تضمر القضاء عليها إن أمكنها”.

وبين “فرجاني”، أن “غالبية القوى التي حكمت بلدان المد التحرري العربي بعد الموجة الأولى من الثورة الشعبية مثلت امتدادًا شبه حرفي لنظم الحكم التسلطي الفاسدة التي قامت الثورات الشعبية لإسقاطها، بل هادن بعضها النظم ذاتها التي قامت الثورات الشعبية لنقضها، مؤسسات قانونية وسياسية وبنى الاقتصاد السياسي المفرخة للقهر والإفقار، بل شخوصها أنفسهم، ولم تفلح في القصاص من مجرمي هذه النظم؛ لامن نهبوا الشعب وهربوا ثرواته للخارج، ولا من أفسدوا السياسة والحياة لعقود، ولا من أوقعوا الشهداء والمصابين من نشطاء الانتفاض الثوري من أجيال الشباب، لا بل انتهج بعضهم أساليب النظام الاستبدادي نفسها في اضطهاد نشطاء الانتفاض الشعب في محاولات مستميتة لإجهاض الثورة الشعبية وتوطيد أركان حكمهم الباغي”.

ولفت إلى أنه بوجه عام يمكن القول إن غالبية القوى التي أمسكت بزمام السلطة في بلدان المد التحرري العربي بعد موجة الانتفاض الشعبي الأولى قد تنكرت للثورة الشعبية التي ادعى بعضهم خاصة من تيار اليمين المتأسلم، قيادتها زورًا، وتنكبت السبيل لنيل غايات الثورة الشعبية”.

واعتبر “فرجاني”، أنه ليس غريبًا أن المؤشرات المتاحة تبين أن معاناة الشعوب العربية في بلدان المد التحرري العربي للقهر والإفقار لم تقل، وعلى الأرجح، ساءت بعد الموجة الأولى من الانتفاض الشعبي، وحتى الآن و ليس فقط بسبب استمرار التوجهات والسياسات التي تبنت نظم حكم الاستبداد والفساد التي خرجت ضدها شعوب المد التحرري العربي، ولكن أيضًا بسبب الاضطرابات والصعوبات الاقتصادية المحيطة بموجات الانتتفاض الشعبي، خاصة أن بعض هذه البلدان العربية تعتمد على الساحة كمصدر رئيس للدخل القومي”. 

واستدرك: “إلا أن تفاقم المعاناة هذه ينطوي على جانب إيجابي في منظور الثورة الشعبية، فتفشي القهر والإفقار يشكل في تقديري الظروف الموضوعية لاندلاع موجات تالية من الثورة الشعبية أراها حتمية”.

وأشار “فرجاني” إلى أن “قوى الحكم التسلطي الفاسد، ومن يقفون وراءها وينصحونها من القوى المعادية الثورة الشعبية في الإقليم والعالم، لم يكونوا غافلين عن هذا الاحتمال المحبذ لموجات تالية من الثورة الشعبية قد تمتلك من دروس الخبرة ما يعصمها من تكرار أخطاء الماضي في تسليم زمام البلاد لأعداء الثورة الشعبية وإن ارتدوا مسوح الثورية، خداعًا وتضليلًا”.

وختم: لم تتوقف قوى الكيد للمد التحرري العربي عن الاستعداد والتجييش للثورة المضادة، موظفة في ذلك الثروات المالية الهائلة الناجمة عن استنضاب مستودعات الوقود الأحفوري الناضبة المملوكة للشعوب، بينما تهدرها أنظمة الحكم التسلطي للحفاظ على هيمنتها الاستبدادية في المنطقة العربية وخدمة قوى الهيمنة العالمية وتحديدًا المشروع الصهيوني بعيدًا عن مشروع تاريخي للنهضة الإنسانية في الوطن العربي”.

What do you think?

0 نقطة
Upvote Downvote

بعد إعدامه في التخابر والمؤبد بالإرشاد.. الشاطر يواجه 3 قضايا أخرى

بالإنفوجرافيك.. الحكم على مرسي بالإعدام والسجن في 3 قضايا من أصل 6