التفكير هو الوظيفة الأساسية لعقل الإنسان، وهو الوسيلة التي يستخدمها من أجل إبداع الحلول وتطوير نمط الحياة التي يعيشها.
في هذا الجو “الفكري”، تبرز عدة أخطاء شائعة نقع فيها حينما نفكّـر، هذه الأخطاء تقف عقبة في طريق كل النتائج الجيدة التي من الممكن أن نحصل عليها من وراء هذه العملية؛ مثل حل المشكلات وإقناع الآخرين بفكرة معينة وغيرها..
نستعرض خمسة أخطاء شائعة من أخطاء التفكير:
1- التعميم
يعتبر هذا الخطأ، من أبرز الأخطاء التي نقع فيها عند محاولة توصيف وتحليل مشكلة معيّنة أو وضع معيّن، كما أنها تستخدم كثيرًا في النقاشات حول الكثير من القضايا.
والتعميم هو إطلاق حكم عام على مجموعة كبرى بناءً على اختبار عينة صغيرة.
مثلًا:
قول أحدهم: “كل أفراد الشعب الفلاني كسالى رغم أنه لم يلتق إلا بـعشرة أشخاص منهم”.
في إطلاق مثل هذه الأحكام نحتاج إلى أداة إثبات، وأداة الإثبات هنا هي “الإحصاء”، واستخدام هذه الأداة يستوجب عدة أمور منها وجود عينة تُمثّل كل أطياف العينة الكبرى، فليس من المعقول أن نأتي بأفراد من مدينة واحدة ونقول أنهم يمثلون الشعب الفلاني، كما يستلزم استخدام أداة الإحصاء في “تحرير المصطلحات”، مثلًا ماذا نقصد بـ”كسول”؟ ما هي العلامات التي يجب توفّرها حتى نقول عن هذا الشخص إنه “كسول”؟
يتبيّن أنه من المجازفة أن نطلق أحكام التعميم دون وجود إحصائيات من مصادر موثوقة نستطيع أن نعتمد عليها وفي النهاية، إن استخدام ألفاظ مثل “بعض، أغلب، معظم” أسلم وأدق من استخدام “كل، عامة” ذلك أنَ الأولى تترك مجال للاستثناء بعكس الأخيرة.
2- التبسيط
يميل الناس كثيرًا إلى تبسيط الأمور المعقدة، فكثيرًا ما نسمع بعض النقاشات حول قضايا كبيرة مثل الاحتباس الحراري أو غيرها من القضايا التي تُطرح بسطحية شديدة تفقد الموضوع أهميته.
يعود وجود وانتشار هذا الخطأ إلى قلة المعرفة، مما يجعل تصوّر الإنسان عما حوله بسيطًا، فيؤثر على أحكامه ويجعلها بسيطة أيضًا.
3- التفكير الانتقائي
في معرِضِ دفاعنا عن فكر أو شخص أو اتجاه معيّن، قد نقع في خطأ من أخطاء التفكير وهو “التفكير الانتقائي“
ذلك أننا ونحن ندافع عن ذلك الشخص أو ذلك الفكر فإننا “ننتقي” الإيجابيات ونتجاهل السلبيات، والعكس أيضًا صحيح، عندما ننتقد شخصًا ما فإننا غالبًا ما نركز على سلبياته ونتجاهل الإيجابيات.
السبب في وقوع مثل هذا الخطأ، قد يكون في غلبة الهوى ونقص الحرص على قول الحق مهما كان.
4- الفكر المتصلب
كثيرًا ما نقع في خطأ عدم التفريق بين “التصلب الممدوح” ونقصد به الثبات على المبادئ والقيم، وبين “التصلب المذموم” والذي يتمثل في نقص المرونة الذهنية وفي اعتناق صاحبه بعض المفاهيم الخاطئة التي تفقده رشده الفكري.
صاحب الفكر المتصلّب جامد على أفكاره لا يقبل أن يعيد التفكير فيها، ميّال إلى المغالاة والقطعية في الأمور “هذا الشيء صحيح دائمًا، وذاك الشيء خاطئ دائمًا”، كما يكون رافضًا بشدة للأفكار الأخرى فهو يرى أنه على صواب دومًا.
ويبقى نقص المعرفة واعتقاد المرء أنه اكتفى معرفيًا سببًا رئيسيًا في انتشار هذا الخطأ من أخطاء التفكير.
5- شرود الذهن
يعاني الكثير من قلة التركيز مما يوثر علي حياتهم.
كيف نتجنب الوقوع في أخطاء التفكيـر؟
1- التعلم
كما رأينا، الكثير من أخطاء التفكير سببها “نقص المعرفة”، كلّما قرأ الإنسان وعلّم نفسه كلما توسّعت مداركه وكان تفكيره مستقيمًا.
القراءة ومخالطة أصحاب التفكير السليم يساعد على الارتقاء بفكرنا إلى مراتب أعلى.
هنـا بعض الكتب المقترحة والتي تساعد في تقويم التفكير وتوضيح كيف نفكر بطريقة سليمة وموضوعية- أخذت بعض أفكار المقال من هذه الكتب:
2- الاستماع إلى الآراء المخالفة
يساعد الاستماع والقراءة في الآراء المخالفة على إضعاف شهوة “الانتصار للرأي” لدى الإنسان ليكون البحث عن الحقيقة هي الغاية الكبرى.
كما أن القراءة في الآراء المخالفة يساعد الإنسان على النظر إلى الموضوع من زاوية أخرى، ويكشف له حقائق قد تكون خفيت عليه من قبل.
3- النقاش
من الأشياء التي تساعد في تطوير مهارة التفكير لدينا هو تجربة النقاش مع أصدقائنا حول مواضيع معينة؛ لأن هذا يدرب عقولنا ويساعدها على اكتساب مهارات التفكير الصحيحة.
شاهد الفيديو