الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، مصداقًا لقوله تعالى عز وجل: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}، [آل عمران:٩٧]. ولحديث النبي صل الله عليه وسلم: “بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا”.
وهو فرض على كل مسلم ومسلمة، بالغ عاقل مستطيع، ونرصد في السطور التالية أهم 10 معلومات يجب أن يعرفها كل حاج من حجيج بيت الله الحرام:
1- التوبة: ينبغي على كل مسلم ومسلمة دعاه الله لحج بيته وعمرته أن يخلص التوبة إلى الله -سبحانه-، ويسأله غفران ذنوبه؛ ليبدأ عهدًا جديدًا مع ربه، ويعقد معه صلحًا لا يحنث فيه.
2- الإخلاص: فإخلاص النية من أداء فريضة الحج أمر ضروري، فإن الله طيبا لا يقبل الإ طيبا، وأن يقصد بحجه وعمرته وجه الله والدار الآخرة.
3- تجنب الفسوق: ينبغي على الحاج أن يتجنب الرفث والفسوق والعصيان والجدال لغير نصرة الحج، أما الجدال لنصرة الحج، فهذا من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد يكون واجبًا أو مندوبًا حسب مقتضيات الأحوال.
4- أفعال لا تليق: ينبغي على الحاج أن يتجنب ما يحدثه كثير من الناس من الكلام أو الفعل الذي لا يليق بالمشاعر، كقول بعضهم: رمينا الشيطان، أو رمي الجمرة بالحذاء وغيرها أو السب والشتم للمشاعر، فهذا كله يناقض المقصود من رمي الجمار: وهو إقامة ذكر الله تعالى.
5- الاستطاعة: من الاستطاعة المشروطة لوجوب الحج القدرة على تحمل أعباء السفر ومشقاته؛ فلا عليك -أيها المسلم- إذا قعد بك عجزك الجسدي عن الحج؛ فإن الحج مفروض على القادر المستطيع.
6- النظافة الشخصية: يجب أن يحافظ الحاج على نظافته الشخصية وملبسه وكذلك مأكله، فضلا ًعن المحافظة بشكل صحي لكافة أدواته الشخصية.
7- الإحرام: النية تعتبر إحراما، ويبدأ عند التوجه إلى مكة، وحينها على الحاج أن نيوي الإحرام بالعمرة فقط، أو بالحج فقط، أو بهما معًا، وإذا كان الحاج ممن يسافرون في الأفواج المتأخرة الذاهبة من جدة إلى مكة مباشرة؛ فله أن ينوي الحج والعمرة معًا، ويسمى “قارنًا” أي جامعًا بينهما، وله أن يُحرم بالعمرة فقط، أو أن يُحرم بالحج فقط، وقبل إرتداء ملابس الإحرام يتطهر الحاج ويغتسل ويتوضأ، ثم يقل: “لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك لبيك. إن الحمد والنعمة لك والملك. لا شريك لك”.
وبهذا القول -بعد تلك التلبية- يصير محرمًا بما نوى الحاج وقصد: “العمرة فقط، أو الحج فقط، أو هما معًا”؛ لأن هذه التلبية بمثابة تكبيرة الإحرام للدخول في الصلاة.
8- المحظورات: يُحظر على الحاج الرجل، تغطية الرأس، وحلق الشعر أو شده من أي جزء من الجسد، ولا تقص الأظافر، ولا تستخدم الطيب والروائح العطرية، أو مخالطة الزوجة، أما بالنسبة للمرأة فيحظر أيضًا تغطية الوجة أو اليدين.
9- المباحات: يباح للحاج الاغتسال وتغيير ملابس الإحرام، واستعمال الصابون للتنظيف، ولو كانت له رائحة، وللمرأة غسل شعرها ونفضه وامتشاطه؛ فقد أذن الرسول –صلى الله عليه وسلم- لعائشة –رضي الله عنها- في ذلك بقوله: “انفضي رأسك وامتشطي”،
ويباح أيضًا: الحجامة (فصد العرق لإخراج الدم) وفقء الدمل، ونزع الضرس، وقطع العرق، وحك الرأس والجسد دون شد الشعر؛ ويباح النظر في المرآة والتداوي.
10- الفروض والسنن: المحافظة على أداء الفروض في وقتها وفي جماعة، فضلاً عن المداومة على الأذكار والتسبيح والتهليل والتكبير وقضاء أكبر وقت في الحرم، فضلا ًعن المحافظة على السنن الخاصة بكل صلاة.
ومما لاشك فيه أن يوم عرفة من أهم مناسك الحج، فالحج عرفة، ويجب أن يدرك الحاج أن يوم عرفة هو يوم دعاء ومناجاة وترجى من الله وتمنى، فلابد ألا ينشغل بأي عمل آخر سوا الدعاء والمناجاة والاستغفار والتضرع إلى الله، ويبدأ من الفجر وعند غروب الشمس، وأفضل ما يقال من دعاء يوم عرفة ما ورد عن النبي صل الله عليه وسلم: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير”.