في سؤال وجواب، حاول لامين كونكوبو، الصحفي في هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، استكشاف الأسباب التي تفسر الانقلاب الذي وقع في بوركينا فاسو، وأطاح خلاله قادة من سلاح الحرس الرئاسي بالحكومة المؤقتة.
وكان من المقرر أن يُنتخب رئيس جديد لبوركينا فاسو الشهر المقبل، ليحل محل بليز كمباوري الذي أطيح به في انتفاضة شعبية في العام الماضي.
لماذا وقع الانقلاب؟
يقول أعضاء في الحرس الرئاسي الذي أنشأه الرئيس السابق كمباوري، إنهم غير راضين عن قانون الانتخابات الجديد الذي يحظر ترشح الأشخاص ممن لهم صلة بمحاولة العام الماضي الرامية إلى مد فترة بقاء الرئيس في السلطة، ولعل تلك المحاولة هي ما قادت في النهاية إلى الإطاحة بكمباوري في أكتوبر من عام 2014.
لكن الذي يزعج الحرس الرئاسي فعلا هو الخوف على مستقبله، فضباط الحرس الرئاسي قلقون من أن يتسبب انتخاب رئيس جديد في وضع نهاية لتلك الوحدة العسكرية المهمة عبر تفكيكها.
ما الحرس الرئاسي؟
الحرس الرئاسي هو وحدة نخبوية، تتألف من 1300 من الضباط والجنود الموالين للرئيس السابق كمباوري.
وأسس كمباوري تلك الوحدة بهدف توفير الحماية له في أعقاب قتل سلفه في العام 1987، وحليفه المقرب توماس سانكارا خلال انقلاب قاد في النهاية إلى استيلاء الأول على الحكم.
الضباط والجنود في الحرس الرئاسي يتمتعون بمستوى عال من التدريب والكفاءة ويعملون بصورة مستقلة في الغالب عن الجيش، ما يعني أن انقلاب أمس قد لا يكون مدعوما بالضرورة من جانب المؤسسة العسكرية في بوركينا فاسو، والتي يلتزم قادتها الصمت حتى الآن.
هل يتعاطف الشعب البوركيني مع الانقلاب؟
حرص معظم المواطنين الذين أيدوا الإطاحة بكمباوري على تحقيق حلمهم المتمثل في تفكيك وحدة الحرس الرئاسي، لكن أعضاء في ” سي دي بي” الحزب الحاكم السابق لم يكونوا راضين على الأرجح عما حدث.
ويساور هؤلاء قلق بالغ من أن يتم استبعادهم من الانتخابات التي كان من المقرر أن تُجرى في أكتوبر المقبل بسبب صلاتهم بالرئيس السابق.
هل يتمتع الرئيس السابق بنفوذ في بوركينا فاسو حتى الآن؟
يعتقد البعض أن بليز كمباوري الذي يوجد حاليا في منفاه في ساحل العاج، يدعم وبقوة الانقلاب الذي من الممكن، عبر الحرس الرئاسي، أن يمهد السبيل أمام عودته إلى السلطة مجددا.
يُشار إلى كمباوري قد وفر الدعم الكامل للرئيس الإيفواري الحسن وتارا في جهوده للاستيلاء على السلطة بعد الانتخابات المتنازع عليها، ويُعتقد أنه لم يكن راضيا عن الترتيبات الانتقالية.
ما ملامح الحياة العادية في بوركينا فاسو؟
يعيش الكثير من المواطنين في بوركينا فاسو، واحدة من أفقر بلاد العالم، حياة صعبة. فمعظم خريجي الجامعات في هذا البلد الواقع غربي إفريقيا يكافحون من أجل العثور على عمل وغالبا ما يلقون باللائمة على الفساد في الصعوبات التي تواجههم.
وكان يأمل هؤلاء الشباب أن تقود الفترة الانتقالية وما يتلوها من انتخابات ديمقراطية إلى تحسينات، لكن الانقلاب مثل انتكاسة لأحلامهم.
سبعة أشياء لا يعرفها البعض عن بوركينا فاسو:
– واحدة من أفقر الدول في العالم ويمثل القطن صادراتها الأساسية.
– كانت مستعمرة فرنسية في السابق وذلك قبل أن تحصل على استقلالها تحت اسم ” جمهورية فولتا العليا” في عام 1960.
– استولى توماس إيزيدور سانكارا على السلطة في العام 1983 وتبنى سياسات يسارية راديكالية، وكان يشار إليه في الغالب على أنه جيفارا إفريقيا.
– أعادت الحركات الثورية المناهضة للاستعمار تسمية البلاد بـ”بوركينا فاسو” والتي تعني “أرض الرجل الأمين”.
– استولى كمباوري على السلطة في انقلاب قتل فيه سانكارا وحكم البلاد طيلة 27 عاما حتى الإطاحة به العام الماضي في أعقاب احتجاجات حاشدة في عموم البلاد.
– يعشق المواطنون في بوروكينا فاسو ركوب الدراجات النارية.
– تستضيف بوركينا فاسو مهرجان ” فيسباكو” السينمائي كل عامين في العاصمة واجادوجو.
ما تداعيات الانقلاب في بوركينا فاسو على المنطقة؟
تعتمد تلك التداعيات على مدى الفوضوية التي يمكن أن يصير إليها الموقف، فإذا دخل الجيش والمجتمع المدني في تحد مع السلطة الحاكمة في بوركينا فاسو ورفض الضباط العودة إلى ثكناتهم، قد تتأزم الأوضاع سريعا على نحو يصعب السيطرة عليه.
وثمة مخاوف أيضا من أن يستغل الجهاديون المتشددون الذين ينشطون في مالي وأماكن أخرى في المنطقة، الوضع الفوضوي المحتمل في بوركينا فاسو وما ينتج عنه من زعزعة استقرار في العثور على معقل جديد في شمالي البلاد.