سعيا للوصول إلى مجلس النواب، اتخذت الأحزاب المصرية طريقة حديثة للدعاية الانتخابية ألا وهي الأغاني، وانتقى كل حزب كلمات وألحان تعبر عن أهدافه أحيانا وبرنامجه في الانتخابات أحيانا أخرى.
ونستعرض لكم في هذا التقرير أبرز أغاني الأحزاب المصرية:
هنبني بلدنا
أطلق حزب المصريين الأحرار أولى أغنيات حملته الدعائية للانتخابات البرلمانية بعنوان “بأيادي ولادنا.. هنبني بلدنا”، والتي أذاعها عبر عدد من الفضائيات، بينها قناة “أون تي في”.
وكان الحزب قد بدأ في إعداد أغاني حملته الدعائية، منذ اجتماع الجمعية العمومية في مارس الماضي، والذي شهد أول عرض للأغنية وسط احتفاء عارم من المرشحين وكل أعضاء الحزب.
ويأتى في ختام الأغنية أحد شعارات الحزب “علشان مصر اللي بنحلم بيها”، بصوت رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس، مؤسس الحزب.
والأغنية من تأليف وألحان الفنان مصطفى كامل، وأداء صوتي عدد من شباب المصريين الأحرار، وتأتي في باكورة حملات الدعاية للحزب.
حزب النور
في السياق ذاته، أطلق حزب النور السلفي أغنيته الثانية في السباق الانتخابي لهذا العام، تحت اسم “ويا الناس”، حث فيها المواطنين على المشاركة في الانتخابات ومنح أصواتهم للحزب، على الرغم من أن خلفيته السلفية تحرم الغناء الذي يدخل فيه الموسيقى.
ويظهر في الفيديو المصور للأغنية 5 شباب تابعين للحزب، يجوبون الشوارع والقرى في مختلف المحافظات، ويقابلون خلال جولتهم أطياف الشعب المصري من عمال وفلاحين، وغيرهم، ثم يظهر في الثلث الأخير للفيديو بعض الأخبار التي تداولتها الصحف عن حزب النور، ثم تغني كل محافظة بالطريقة المعتادة والمشهورة بها.
ولم تكن هذه الأغنية هي الأولى لحزب النور، فقد أنتج الحزب السلفي أغنية قبيل انتخابات 2011، تحت اسم “يا مصر صباحك نور” من أجل استخدامها في الدعاية الانتخابية، رافعين شعار “معًا نبني مصر”.
“cnn” سخرت من أغنية الحزب
ونشرت شبكة “cnn”، تقريرًا ساخرًا من الحزب، تحت عنوان “النور المصري السلفي يغني من أجل الانتخابات دون لحية”، لتتحدث فيه عن أن الحزب نشر أغنيته الرسمية في الانتخابات البرلمانية دون موسيقى ليدعو إلى المشاركة في الانتخابات والتصويت للحزب، وأظهر الفيديو مجموعة من الشباب من مختلف فئات المجتمع المصري، دون اللحية الطويلة التي يحرص عليها أعضاء الحزب.
كما نقلت الشبكة الأميركية بعضًا من كلمات أغنية “ويا الناس” التي كتبها محمد إبراهيم رضوان: “من بدري ناويين من يومنا، ننزل نشارك وبصوتنا، عارفين ملامح سكتنا، هنمد إيدنا لحزب النور”، كما جاء فيها: “كل الكلام لو مهما اتقال.. الصدق باين في الأحوال.. الحزب عمره ما كان دجال”.
حزب الوفد
مع استعدادات الأحزاب للانتخابات البرلمانية في مايو الماضي، أصدر مؤيدو حزب الوفد “أوبريت” تحت مسمى “حكاية شعب”.
وتناول الأوبريت ذكريات الماضي مع ثورة 1919 وقيادات الحزب: سعد زغلول ومصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين.
وكان لحزب الوفد أغنية “صوتك مع مين”، واستخدمها الحزب في إطار الدعاية الانتخابية له خلال برلمان 2012، عبر وسائل الاتصال المرئية والمسموعة، دون إذن من الفنان محمد نوح.
وأعربت المطربة سحر محمد نوح عن استياء والدها من استغلال أغنيته في الدعاية الانتخابية لحزب الوفد، قائلة “أرجو نشر استياء محمد نوح من استخدام أغنيته التي أهداها لفؤاد باشا والوفد القديم دون استئذانه أو علمه”.
الحرية والعدالة
أطلق حزب الحرية والعدالة في نوفمبر عام 2011، أغنيتين ضمن خطته الدعائية لانتخابات البرلمان عام 2012، إحداهما كانت تهدف إلى الترويج لشعار الحملة الانتخابية للحزب “نحمل الخير لمصر”، والأخرى كانت تحت اسم “هنفكر ونعمر”، للإعلان عن اسم الحزب، وغناها المطرب محمد كيلاني.
الحزب الوطني
“الحزب الوطني في مصلحتك”، أغنية أطلقها الحزب المنحل قبيل انتخابات 2010، والتي أداها المطرب لؤي، والتي أثارت حينها غضب قطاع كبير من الشعب المصري.
الأغنية بألف لافتة لكنها غير مجدية هذه المرة
الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأميركية، يؤكد أن لجوء الأحزاب للأغاني، هو طريق سهل للوصول إلى عقول الشعب، فالأغنية بألف لافتة وإعلان تليفزيوني، خاصة حينما تتم إذاعتها في اليوم 5 مرات، لأيام متتالية، مشيرًا إلى أن الأغنية لطالما كانت “دينامو” المشاعر لدى المصريين.
وأضاف صادق في تصريح لـ”رصد”، أن الأحزب تستخدم “الغاية تبرر الوسيلة” فتظهر مكارم الأخلاق والنبل في أغنية لمدة 10 دقائق، كي تتلاعب بالعامة، لكن هذا الأمر هذه المرة لن يؤثر على الناخبين كما كان قبيل انتخابات برلمان 2012، فكل الأحزاب انكشف وجهها الحقيقي بعيوبه وميزاته، وعلى سبيل المثال، حزب النور أظهر في أغنيته شباب دون لحية، مع العلم أنه لم يكن هناك مرشح في حزب النور دون لحية من قبل.
واختتم صادق أن استخدام الأغاني المصورة في الدعاية الانتخابية لن يساعد الأحزاب في كسب شعبية كبيرة، لكن التواصل المباشر مع المواطنين، بالإضافة إلى الخلفية التي تركها كل حزب في ذهن المصريين من التجارب السابقة كفيلة بتحديد الفائز بأكبر عدد من مقاعد مجلس النواب.