فاز عشرة مرشحين مسلمين في الانتخابات البرلمانية الكندية التي جرت الإثنين الماضي، وهي المرة الأولى التي يفوز فيها مسلمون بهذا العدد في تاريخ البرلمان الكندي.
وكان الحزب الليبرالي برئاسة جاستن ترودو الذي سيشكل الحكومة الكندية المقبلة، قد حقق فوزًا كاسحًا في الانتخابات البرلمانية، لينهي بذلك حكم المحافظين المستمر منذ عقد.
بداياته السياسية
بدأ ترودو نشاطه السياسي الحقيقي عقب وفاة والده، فقد فاز بترشيح الحزب الليبرالي في دائرة بابينو عام 2007، وأصبح نائبا في البرلمان عام 2008، حتى في تلك المراحل المبكرة رأى فيه كثيرون زعيما مستقبليا للحزب، وقد أعيد انتخابه نائبا عام 2011.
وبعد اعتذاره مرات عديدة عن الترشح لزعامة الحزب الليبرالي أعلن ترودو عام 2012 نيته الترشح، وخلال الحملة الانتخابية اتهمه خصومه بالافتقار للخبرة والمواقف السياسية الواضحة -وهي نفس التهم التي وجهت له في الحملة الانتخابية الأخيرة- لكنه فاز فوزا ساحقا بزعامة الحزب الليبرالي عام 2013.
“ترودو” وحقوق المسلمين
وجه رئيس الوزراء الكندي المنتخب، جاستن ترودو، التحية لسيدة مسلمة محجبة التقته قبل الانتخابات، وقال: “هناك آلاف القصص التي أريد أن أحكيها لكم، ولكن هناك قصة بالتحديد أود أن أشركم فيها. في الأسبوع الماضي التقيت في سانت كاثرين مع أم شابة ترتدي الحجاب، وقدمت لي ابنتها وقالت لي شيئا لن أنساه: أريد أن أصوت لكم حتى يكون لابنتي مستقبلا تختار فيه حقها وأن الحكومة ستحميها”.
وأضاف ترودو: “أقول لها وللمواطنين، لقد اخترتم حكومة جديدة تؤمن بعمق بتنوع بلدنا. ونعرف جيدا أن كندا بناها أناس من كل أنحاء العالم من كل دين وينتمون إلى كل ثقافة ولغة”.
وأشار ترودو خلال خطابه، إلى أن الحكومة الجديدة تؤمن بعمق تنوع البلد، وأن كندا بنيت من قبل أناسٍ من جميع أنحاء العالم، ينتمون لأديان وثقافات ولغات مختلفة، واعدا بقيادته حكومة تحمل رؤية إيجابية وطموحة ومتفائلة لصالح البلاد.
كما تعهد بتجنب الخوض في السياسات المجتمعية التي اتبعها سلفه المحافظ ستيفن هاربر، كحظر ارتداء النقاب الإسلامي، وقال ترودو إن ارتداء النقاب لأغراض دينية حق أساسي للكنديات.
دخول 10 مسلمين للبرلمان الكندي
ومع تحقيق الحزب الليبرالي الكندي فوزا ساحقا في الانتخابات، لا سيما في منطقة تورنتو الكبرى، فاز عدد من مرشحيه المسلمين في دوائرهم الانتخابية، ومن بينهم المحامي الصومالي أحمد حسين، والرئيس التنفيذي لإحدى شركات الاستشارات الإيراني مجيد جوهري، والأفغانية مريم منصف، والأوغندي عارف فيراني، والتنزانية الأصل ياسمين راتانسي، والباكستانية الأصل إقرا خالد، والباكستانية الأخرى سلمى زاهد التي تعد من أبرز المستشارين لدى وزارة المواطنة والهجرة والتجارة الدولية.
ومن المرشحين الفائزين أيضا مهندس الميكانيك السوري الأصل عمر الغبرا (مرشح الحزب الليبرالي) الذي شغل عضوية البرلمان بين عامي 2006 و2008، واللبناني مروان طبارة الذي يحمل إجازة في العلوم السياسية، والمحامي الإيراني الأصل علي إحساسي.
انعكاسات فوز “ترودو”
أكد سياسين أن فوز ترودو سيترك تداعيات دولية خاصة في ما يتعلق بسوريا والحرب في أوكرانيا، ولهذا فقد وعد باستقبال 24 ألف لاجئ سوري، وأخبر الرئيس باراك أوباما بأنه سيسحب المقاتلات الكندية التي تشارك في الحرب ضد تنظيم الدولة، لكنه سيبقي على المستشارين العسكريين الكنديين، ومن أهم ما يطرحه ترودو هو رؤيته الليبرالية لكندا المتعددة الأعراق والأديان.
يريد ترودو زيادة الضرائب المفروضة على الكنديين الذين يتجاوز دخلهم 200 ألف دولار سنويًا، وخفضها بالنسبة لأفراد الطبقة الوسطى.
وترى صحيفة “الجارديان” أن تصويت الناخبين لصالح التغيير بدلا من الحفاظ على الحزب الذي عرفوه منذ عقد تقريبا لم يكن مفاجئا، فعلى ما يبدو لم يعد الكنديون راضين بطريقة إدارة هاربر الانتقامية والكيدية والانقسامية وميله لتخفيض حجم الحكومة ونزعته الديكتاتورية في الحكم.