واصل الإعلام المصري هجومه على المقاطعين للانتخابات البرلمانية، ووصل الأمر إلى الاستهزاء بهم، واعتبار قرار المقاطعة لا قيمة له في العملية السياسية في مصر.
شهدت عملية التصويت في الساعات الأولى من أول أيام جولة الإعادة في المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، عزوف شريحة كبيرة من الناخبين الشباب عن المشاركة، وإقبالا ضعيفا على اللجان.
وتضم جولة الإعادة لانتخابات مجلس النواب للمرحلة الأولى 14 محافظة هي: “الجيزة والفيوم وبني سويف وأسيوط والمنيا والوادي الجديد وسوهاج وقنا والأقصر أسوان والبحر الأحمر والإسكندرية والبحيرة ومطروح”، بمنافسة 418 مرشحا على 209 مقاعد، بـ99 دائرة انتخابية.
بيكم أو من غيركم
ووجّه الإعلامي عمرو أديب، رسالة إلى مقاطعي جولة الإعادة من المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية، قائلًا: “بيكم أو من غيركم البرلمان هيتعمل”.
وأضاف أديب، خلال برنامجه “القاهرة اليوم” على فضائية “اليوم”، مساء الثلاثاء: “مصر هتكمل التجربة الديمقراطية، وهنمشي فيها، وعندنا أمل نشوف سياسة، إحنا دولة انعدمت فيها السياسة، وعايزين نشوف مساءلة في البرلمان”.
البرلمان هيتشكل في كل الحالات
علق الإعلامي محمد عبد الرحمن، على مدى الإقبال على اللجان الانتخابية، خلال جولة الإعادة، قائلًا: “إحنا مش هنكدب على نفسنا، اللجان فاضية”.
وأضاف عبد الرحمن، خلال برنامج “غرفة الأخبار” المذاع عبر فضائية “سي بي سي إكسترا”، اليوم الثلاثاء: “مافيش إقبال، وماحدش راح، ولا تضايقوا نفسكم، البرلمان سيتشكل، وهنتعلم من التجربة دي”.
ليس لهم الحق في العيش
سبق ونشرت وسائل الإعلام تصريحات للمستشار أحمد الزند، عن مقاطعي الانتخابات بقوله: “إن هؤلاء الأشخاص الذين قاطعوا الانتخابات البرلمانية في مصر لا يجب أن يتم وصفهم بأنهم ناس أو مواطنون مصريون من الأساس، فهم عالة على الوطن والمجتمع المصري كله، ومن الظلم أن يصبحوا مواطنين مصريين”.
وأضاف خلال حديثة مهاجما المقاطعين، أنهم قد قاطعوا بلدهم مصر، فكيف يكون لهم الحق العيش على أرضها، فهم يريدون أن يعيشوا على هامش الحياة، ولا يكون لهم أي رأي أو تأثير في الحياة في وطنهم، حيث إنه لا يهمهم من الأساس فهم لا يستحقون العيش على أرض مصر.
بهايم
وشن الإعلامي توفيق عكاشة هجومًا شديدًا على مقاطعي الانتخابات؛ حيث وصفهم بأقذع النعوت، وشبّههم بـ”البهايم” و”الحمير” و”الثيران” التي لا تملك عقولا، وتبيع أدمغتها لمحلات “ساندويتشات المخ”.
وأضاف عكاشة: “يقول البهايم هو إحنا شفنا حاجة، يا بهايم هو ده علشان بلدكم، ما تفكروا هو ربنا إداكم ده ليه (أشار إلى دماغه)، هو علشان تبيعوه لبتاع شاندويتش مخ؟”.
استخفاف بالمواطن
ويقول الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن الإعلام المصري لا يزال يمارس دور التوجيه والإملاءات والتوصية على الشعب المصري، مخالفًا القواعد البديهية للرسالة الإعلامية التي تؤكد أن الإعلام رسالة توعية وليس استخفافا واستهزاء.
وأضاف العالم في تصريح لـ”رصد”: “يومًا بعد يوم لن يصبح للإعلام المصري أي مصداقية لدى الشعب المصري، فالمواطن لا يقبل الإملاءات السياسية من أحد، وعلى الإعلام أن يدرك أن دوره الإجابة عن سؤال: ماذا حدث ولماذا حدث؟ وليس إلقاء اللوم على المصريين في قرار مثل المقاطعة”.