في حرم مجمع كليات “بروكلين” الكائن بحي “ميدوود” بمدينة نيويورك، انتهت محاضرة خاصة بالمسلمين، وقبل أن ينصرف المدعوون وقفت أحد الحضور تطلب نطق الشهادة للدخول في الإسلام.
لم يكن أحد يعرف هذه الفتاة ذات البشرة البيضاء والشعر الأسود التي تبدو في العشرينيات من عمرها، ولم يكن لديها أي صلة بالكلية، لكن الطلبة المسلمين بدؤوا في احتوائها ودمجها معهم، وأحسوا بالسعادة بسبب تحولها للإسلام.
هكذا بدأ موقع “جوزاميست” موضوعه الذي تناول فيه قصة قيام شرطة نيويورك بتجنيد العميلة السرية “مِل” التي ادعت اعتناقها الإسلام بغرض التجسس على الطالبات المسلمات اللاتي يرتدن مسجد مجمع كليات “بروكلين”.
وقال الموقع إنه بعد أربع سنوات من إعلان “مِل” -الاسم الذي اتخذته العميلة السرية لها أثناء العملية- إسلامها أعلنت شرطة نيويورك إبريل الماضي عن القبض على الفتاتين “نويل فيلنتزاس” و”آسيا صديقي” بتهمة التخطيط للقيام بعمليات إرهابية داخل الولايات المتحدة، وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي إن عميلا سريا من مكتب استخبارات شرطة نيويوك كان له دور كبير في تقديم المرأتين للعدالة.
التقى الموقع الأميركي ثلاث فتيات كن على علاقة وطيدة بـ”مِل”، وأصر هؤلاء الفتيات على إخفاء هوياتهن الحقيقية وقال الموقع إنه من الواضح أن “مِل” قد بذلت جهوداً كبيرة استغرقت سنوات لعمل صداقات مع مسلمين أميركيين يحترمون القانون قبل أن تقابل أحد أهدافها، وذلك قبل أن تنهي شرطة نيويورك البرنامج الخاص بمراقبة المسلمين.
وأكد أحد المصادر المقربة من “فيلنتزاس”، و”صديقي” أن “مِل” هي الضابط السري الذي قام بتقديمهما إلى المحاكمة.
ونقل الموقع عن جيهان وهي أحد الثلاث نساء اللاتي تحدثن إلى الموقع شريطة عدم الكشف عن هويتهم، القول بأن “مِل” كانت لطيفة للغاية وأخبرتهم بأنها من أصول تركية، وبالرغم من أصولها المسلمة فإنها لم تكن تمارس الإسلام.
وأضاف الموقع أن المسلمين بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر كانوا يشعرون بأنهم تحت المراقبة بعدما طورت وكالة الاستخبارات المركزية سياسة لمراقبة الأشخاص المشتبه بهم، استناداً على مؤشرات معينة مثل ارتداء الملابس الإسلامية التقليدية، والتوقف عن التدخين، وشرب الكحول، والاشتراك في الأنشطة الاجتماعية، تعرضت هذه السياسة لانتقادات واسعة، وكان الشباب المسلم أحد أهم أهداف هذه السياسة.
وذكرت الصحيفة أنه في أحد أيام عام 2011 سألت “مِل”، “فايزة” المسؤولة عن تعريفها المبادئ الأساسية للإسلام، عن الجهاد وهو ما أثار الشكوك حولها ودفع الفتيات إلى الاعتقاد بأنها تبحث عن معلومات حول الفتيات اللاتي يترددن على المسجد، كما أن نطقها للشهادة لم ينعكس على سلوكها مثل ارتداء الحجاب، ولم تتغير الممارسة الدينية لها، وهو ما أثار شكوك أكبر حول حقيقة إيمانها.
وتابع الموقع: في أكتوبر من نفس العام سعت الفتيات إلى نصيحة قانونية من أحد المراكز بخصوص الفتاة المشتبه أنها تتجسس عليهن، لكن بسبب عدم التأكد من هذه الشكوك التزم الفتيات الصمت تجاه الفتاة “مِل”، إلا أن ذلك لم يثن “مِل” عن الانغماس والاندماج وسط الفتيات المسلمات بالمجمع، وكانت تحضر جميع المناسبات وحفلات الزفاف لفتيات مسجد مجمع الكليات، وكانت مطلعة على أدق أسرار الفتيات حتى إنها كانت تحضر حفلات الزفاف كإشبينة العروس.
واستطرد الموقع: بنهاية 2014 انتهت دراسة الفتاة “مِل” في الجامعة، وبعدها بأشهر قليلة أعلنت شرطة نيويورك، ووكالة التحقيقات المركزية عن إحباط مخطط إرهابي بالقبض على الفتاتين “فيلنتزاس” و”صديقي” اللتين كانتا تخططان لشن هجوم على الولايات المتحدة، ووفقاً لما ورد في التحقيقات فإن ضابط شرطة نيويورك السري كان على علاقة صداقة مع إحدى الفتيات وأن “فلنتزاس” أخبرت الضابط بأنها لا تنوي أذى أشخاص عاديين بل رجال الشرطة والعسكريين، كما ورد في التحقيقات أن الضابط السري قام بطباعة “كتاب طهي الفوضويين” الذي يحتوي على كيفية تجهيز قنبلة من المخصبات الزراعية.