تحول موضوع شراء الأصوات إلى ظاهرة خاصة، خلال انتخابات المرحلة الثانية؛ حيث انتشرت هذه الظاهرة بشكل ملحوظ في جميع الدوائر الانتخابية، وأصبحت عاملًا لحسم معظم المرشحين لمقاعدهم، في ظل ارتفاع سعر الصوت الانتخابي إلى 400 جنيه.
واعترف الإعلام المصري بهذه الظاهرة، وفي الوقت الذي رصدت فيه وسائل الإعلام والصحف المصرية انتشار هذه الظاهرة، هاجم بعض الإعلاميين المحسوبين على النظام، الظاهرة مشككين في شرعية البرلمان كما جاء على لسان الإعلامي إبراهيم عيسي، أحد أكبر مؤيدي النظام المصري.
إبراهيم عيسي يشكك في شرعية البرلمان
قال الإعلامي إبراهيم عيسى، إن شرعية البرلمان المقبل «مشكوك فيها» لأن المال السياسي لوث إرادة المصريين.
وأضاف -خلال تقديم حلقة برنامج “مع إبراهيم عيسى”، الذي يعرض على شاشة “القاهرة والناس”، أمس الإثنين- أن أي مرشح أنفق مالًا من أجل الوصول إلى البرلمان واشترى المقعد سينتظر العائد بالتأكيد.
وتابع: “من اشتروا مقعد البرلمان سيكونون أكثر الناس نفاقًا للرئيس عبدالفتاح السيسي -على حد وصفه-؛ لأن هذا النائب لا يهمه خدمة مصر أو دائرته بل مصالحه الشخصية”.
وأشار إلى أنه حينما يكون البرلمان صوت الحكومة وليس صوت الشعب سيكون هناك خطر على الشعب والرئيس، لعدم وجود تعددية واختلاف في الرأي.. البرلمان لن يكون معبرًا عن جميع فئات الشعب المصري”.
الورقة الدوارة
كشف الإعلامي وائل الإبراشي، عن قيام بعض مرشحي الانتخابات بشراء أصوات الناخبين عن طريق ما يسمى بالبطاقة الدوارة.
وأوضح -خلال برنامج “العاشرة مساء”، المذاع على فضائية “دريم”- أن الناخب يدخل اللجنة، للحصول على البطاقة الانتخابية ثم يخرج دون التصويت فيها ويسلمها للمرشح، ويتقاضى منه المبلغ المالي المتفق عليه، ثم يتم تسليمها لناخب آخر بعد التأشير عليها ليضعها في الصندوق، ويبقي الجديدة ليسلمها للمرشح أو أنصاره وهكذا.
محاولة لتشويه البرلمان
ويرى الإعلامي أحمد موسى، أن هناك من يحاول استغلال كثافة المشاركة في الانتخابات البرلمانية أمس واليوم ليحاولوا تعكير صفو العملية الانتخابية وأشاعوا انتشار الرشاوى الانتخابية.
وأضاف موسى، ببرنامج “على مسؤوليتي” على قناة “صدى البلد”، ليس من المعقول أن كل من شارك في الانتخابات وصوت حصل على رشاوى.
وأوضح موسى أنه بالتأكيد هناك مال سياسي ورشاوى ولكن ليس بالشكل الذي يريد البعض الترويج له لمنع الناس من النزول أو تشويه صورة الانتخابات.
ورصد الكثير من الصحف المصرية حتى الحكومية منها الظاهرة بسبب انتشارها بشكل مكثف.
الأخبار.. شراء الأصوات “عيني عينك”
صدرت “الأخبار”، ثاني أكبر صحيفة حكومية بمصر، بمانشيت “الإقبال أعلى من المرحلة الأولى.. وشراء الأصوات “عيني عينك”.
واستعرضت الصحيفة عددًا من نماذج تلك الظاهرة بصفحاتها الداخلية، فقالت: المال السياسي يسود بالزيتون والأميرية.. أهالي باب الشعرية: أخذنا فلوس مرشحي الرشوة وانتخبنا غيرهم.. القبض على 13 من سماسرة الانتخابات بالقاهرة.. رشاوى بدار السلام.. و”البون” أحدث صيحات شراء الأصوات بالخليفة.. السويس: الصوت يصل إلى 300 جنيه.
“المصري اليوم”.. تجاوز ثمن الصوت أربعمائة جنيه
ونافست “المصري اليوم” “الأخبار” في الكشف عن “ظهور المال السياسي في معظم الدوائر؛ حيث أشارت إلى تجاوز ثمن الصوت 400 جنيه”.
الوطن.. كل بولاق “قابضة”
وفي سياق متصل، قالت “الوطن”: رشاوى واشتباكات.. وخرق مستمر للصوت الانتخابي.. نصيحة عنايات للناخبات: “اقبضي.. واخلعي”.
ونقلت بالفيديو عن زوجة أحد المرشحين قولها: “كل بولاق قابضة.. وماحدش نازل لله”، فيما قالت مرشحة في السيدة زينب: “فلوس عيني عينك.. وبلطجة في الانتخابات”.
شكاوى من شراء الأصوات
وقال مسؤول البحث الميداني في شرق القاهرة بحزب “المصريين الأحرار” محمد الروحي لـ”الشروق”: “إنه تم رصد مرشحين من مدرسة الخنساء في منطقة سبيكو يعرضون رشاوى على الناخبين؛ حيث وصل سعر الصوت الواحد في الدائرة إلى 200 جنيه”.
الرشاوى الانتخابية تتحدى القانون
الأمر نفسه كشفته صحيفة “الدستور”، التي قالت: “الرشاوى الانتخابية تتحدى القانون في القاهرة.. والصوت يصل إلى 200 جنيه”.. “200 جنيه للصوت في البساتين والمعادي”.