حاول الكاتب الأميركي والعميل السابق لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي “كولن رولي” التعرف على أسباب رفض وكره الأميركيين لمشاهد الذبح وتفضيلهم لهجمات الطائرات دون طيار التي قد تودي بحياة مدنيين.
وقال الكاتب في مقالة الذي نشرته صحيفة “هفنجتون بوست” في نسختها الأميركية إن السبب يكمن في النفس البشرية وهؤلاء الذين يرفضون فهم النفس البشرية هم عرضة للتلاعب النفسي، فكيف لعضو في جماعات السلام أن يدعم قصف الولايات المتحدة، ولماذا يبدو فيديو ذبح إنسان أكثر فظاعة من تفجيره بصاروخ أو قنبلة تطلق من طائرة بدون طيار.
وأضاف: هناك على الأقل أربعة أسباب رئيسية تشرح لماذا يهتم الأميركيون بمشاهد الذبح بشكل أكبر بكثير من البريطانيين؟ وهذا يكشف كيفية التلاعب بالناس وجعلهم يعتقدون أن القصف الأميركي المتزايد هو الحل الذي سيوقف القتل الوحشي “الذبح”، وذلك بالرغم من أن جميع الخبراء العسكريين يقرون بأن القصف لن يقدم أي نتيجة وأن الحل ليس الخيار العسكري.
وشرح الكاتب الأربعة أسباب:
- عقلية “إما نحن أو هم” أو ما يعرف برابطة المجموعة وتعرف أيضاً بالقبلية أو القومية، وتبدو هذه المبادئ مكتسبة بالتعلم لكنها متجذرة داخل البشر مثل جميع الحيوانات الأخرى لكي تبقى المجموعة على قيد الحياة، وأسوأ شكل متطرف لرابطة المجموعة هو ما يعرف بالعنصرية، ولذلك يهتم الأميركيون بشكل أكبر بمن يحملون الجنسية الأميركية.
- مشاهد قطع الرءوس البشعة تم تصوريرها عمدًا للتأكد من نقل وسائل الإعلام الأميركية لهذه المشاهد إلى غرف معيشة الأميركيين جميعهم، في حين أن قصف الطائرات دون طيار للدول الأجنبية لا يتم تصويرها أبدًا ولا يتم تغطيتها في جميع وسائل الإعلام الأميركية.
- يبدو من الواضح أن قطاعا كبيرا من مجتمع السلام لا يدرك أن حروب الولايات المتحدة ورغبتها في تغيير الأنظمة خلقت تنظيم الدولة وغيره من المجموعات الإرهابية بطريقة غير مباشرة، وأن هجمات الطائرات دون طيار تزيد من الإرهاب ولا تحد منه.
- الأميركيون السعداء الآن بوجود حرب دائمة يبدو أنهم قد نسوا ما حدث في حرب فيتنام، ومن الواضح أن شركات الأسلحة قد نجح في محو “متلازمة فيتنام” من عقول الأميركيين، والآن يعتقد العديد من الأميركيين أن الحرب تخلق وظائف وتجعلهم متيقنين أنهم سيتم تزويدهم بالغاز الرخيص والموارد الأخرى.