اعتبرت وكالة “بلومبرج” ما حدث من اعتداءات جنسية في “كولونيا” الألمانية يعيد إلى الأذهان ما حدث في مصر خلال احتجاجات الثلاثين من يونيو 2013 التي طالب فيها المحتجون بعزل الدكتور محمد مرسي أو تنحيه عن الرئاسة، وهو ما حدث في الثالث من يوليو 2013 في مصر والتي أعلن فيها عبدالفتاح السيسي عزل مرسي وتولي المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية مؤقتًا مكانه.
وقالت الوكالة: “إن ألمانيا تترنح من الأخبار التي حاولت إخفاءها على مدار الأيام الماضية بسبب حساسيتها السياسية؛ إذ تعرضت تسعين امرأة للتحرش والاعتداء الجنسي من قبل مجموعة من الشباب من ذوي الملامح الشرق أوسطية خارج كاتدرائية “كولونيا”، خلال الاحتفال برأس السنة؛ حيث وصف رئيس الشرطة الحادث بأنه “جريمة مكتملة الأركان” يجب على الألمان مواجهتها، ومع هذا كله فإن الحادث لن يصدم أي امرأة في شمال إفريقيا، بحسب ما قالته الوكالة.
وتابعت الوكالة قائلة: “هناك الكثير لا نعلمه عن هجمات “كولونيا”، بما في ذلك إذا كان قد تم تنظيم الاعتداء الجماعي قبل ذلك بفترة على مواقع التواصل الاجتماعي أو ما إذا كان الجناة الفعليون لاجئون، أو من صغار المجرمين الموجودين حول محطة قطارات كولونيا منذ أعوام”، مضيفة أنه “تم الإبلاغ عن حالة اغتصاب واحدة، فيما تتراوح أعمار المتحرشين ما بين 18 إلى 35، وكان العديد منهم في حالة سكر، ومن ذوي أصول عربية وشمال إفريقية”، بحسب بلاغات النساء اللاتي تعرضن للتحرش.
ورأت الوكالة أنه بغض النظر عن التفاصيل، فإن ما حدث هو “ديناميت” سياسي للمستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل”، مشيرة إلى تعرض العمدة الجديدة لـ”كولونيا” والتي تم طعنها في رقبتها أثناء حملتها الانتخابية بسبب دعمها لسياسات “ميركل” الداعمة للاجئين، لهجوم عنيف على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب نصحها للنساء بالابتعاد بمسافة ذراع ممتدة عن الرجال الغرباء تجنبًا للتحرش.
واستطردت “بلومبرج”: “يجب ألا تكون هذه الأخبار مفاجئة؛ فخلال عام وصل ما يقرب من مليون طالب للجوء إلى ألمانيا والعديد منهم من الشرق الأوسط”، مضيفة أنه في سوريا تم استخدام الاغتصاب كسلاح، وهؤلاء النسوة اللاتي فقدن أزواجهن أو أشقائهن بسبب مغادرتهم للبلاد تعرضن لانتهاكات ممنهجة من ملاك البيوت التي يقطنونها وأصحاب الأعمال، وعصابات من لاجئين آخرين، فيما تقول منظمات حقوقية إن مراكز اللاجئين المؤقتة شهدت اعتداءات جنسية، وما حدث مع المرأة السودانية في أعقاب الحرب الأهلية أمر مشابه”.
وأردفت: “في شمال إفريقيا لا يتطلب الأمر وجود حرب لتتحول الانتهاكات الجنسية إلى أمر فبعض الروايات التي تحكيها ضحايا “كولونيا” يذكرنا بما تحكيه النساء في القاهرة خلال الأعوام القليلة الماضية”، متابعة: “خلال احتجاجات 2013 التي سبقت الانقلاب على الرئيس الأسبق محمد مرسي حدث 101 اعتداء جنسي بما في ذلك 3 حوادث اغتصاب بين الحشود المعارضة له، والتي من المفترض أن تكون علمانية، وليست للإخوان المسلمين”.
وأشار التقرير إلى ما ذكرته منظمة “الحركة العالمية لحقوق الإنسان” والتي تعد مظلة لـ187 منظمة حقوقية عالمية في بحث تفصيلي؛ إذ ذكرت: “وفقًا لشهادة الناجين فإن الإعتداءات ارتكبت من قبل مجموعة من الرجال الذين يشكلون دائرة حول السيدة وفصلها عن الحشد، ويقومون بمهاجمة الضحية بعنف وفي بعض الأحيان تمزيق ملابسها، وتتراوح مدة الاعتداءات من بضع دقائق إلى أكثر من ساعة”.
وتابع التقرير قائلًا: “تم استخدام التحرش كأداة في عهد الرئيس مبارك لمنع السيدات من المشاركة في الاحتجاجات العامة، واستؤنفت هذه السياسة منذ وصول عبدالفتاح السيسي إلى السلطة وفقًا للدراسة نفسها”.
وتقول الدراسة التي نقلتها الوكالة: “في ظل النظام الحالي هناك العديد من التقارير تتحدث عن ممارسة العنف الجنسي ضد النساء المحتجات من قبل القوات الأمنية والشرطية، وفي 16-8-2013 بعد الصدامات والمظاهرات المؤيدة لمحمد مرسي، تم اقتحام مسجد التوحيد من قبل قوات الأمن، واعتدى ضابط من وحدة القوات الخاصة على عشرين امرأة وتحرش بهن، ووجه لهن السباب”.
ورفضت الوكالة أن يتم تعميم ما حدث في “كولونيا” على جميع المهاجرين؛ إذ إن هناك الكثير منهم بدأ بالفعل في التأقلم مع البلد المضيف، مطالبة ببذل المزيد من الجهود لدمجهم في المجتمع.