انتقد “إليوت أبرامز” زميل معهد العلاقات الخارجية الأميركي التصريحات التي أدلى بها “جون كيري” وزير الخارجية الأميركي أثناء المؤتمر الصحفي مع وزير الخارجية المصري سامح شكري واصفاً هذه التصريحات بأنها عن مصر الخيالية.
وقال الكاتب، في مقال له: “إن “سارة سوايل”، وكيلة وزير الخارجية الأميركية لشئون الأمن المدني والديمقراطية وحقوق الإنسان الآن في مصر، وربما كان الممكن أن تظل في منزلها لأن وزير الخارجية “جون كيري” قام بعمل مؤتمر صحفي مشترك ظهر فيه مع وزير الخارجية المصري سامح شكري مظهراً عدم الاهتمام المطلق للأمن المدني والديمقراطية وحقوق الإنسان في مصر”.
وأضاف الكاتب في مقاله: “ملاحظات “كيري” لم تشر إلى كلمات مثل “حقوق الإنسان و”الديمقراطية”، وبدلاً من ذلك تحدث عن مصر الموجودة فقط في الخيال”، بحسب تعبيره.
واستطرد الكاتب: “قال “كيري” إن مصر تمر بمرحلة انتقال سياسي، لكن الأمر ببساطة ليس كما قال كيري إذ أن البلاد كانت ديكتاتورية عسكرية تحت حكم مبارك والأن هي تحت حكم السيسي، فقط موقف حقوق الإنسان أسوأ بشكل كبير اليوم”.
وعلق الكاتب على قول “كيري”: “إننا نحترم بشدة الدور المهم الذي تلعبه مصر بشكل تقليدي في المنطقة، وهو دور قيادي بشكل لا لبس فيه”، متابعًا: “هذا أيضاً درب من الخيال إذ أن الدور المصري لم يكن على الإطلاق أقل مما هو عليه اليوم فمصر ليست على الإطلاق قائد العالم العربي، ولا يوجد ملك أو رئيس في العالم العربي يتشاور مع السيسي للحصول على نصيحة”.
وعن وصف “كيري” لما تشهده مصر بانتقال سياسي، قال الكاتب: “أي انتقال هذا، فالانتقال من حكم جنرال يدعى مبارك إلى جنرال آخر يسمى السيسي ليس انتقالاً، وليس هناك إصلاح اقتصادي انتقالي على الإطلاق، وفي الحقيقة فإن سيطرة الجيش على الاقتصاد زادت بشكل كبير تحت حكم السيسي.
وتابع الكاتب مقاله قائلاً: “الآن مصر مفلسة؛ ومع مرور الوقت ستتسلم أقل وأقل من المانحين الخليجيين، والوضع الأمني في سيناء والصحراء الغربية يتدهور، ولكن “كيري” لم يذكر ذلك كما أن وضع حقوق الإنسان مروع إذ أن السيسي لم يسحق فقط جماعة الإخوان المسلمين ولكن كل الحياة السياسية”.
وختم الكاتب مقاله بقوله: “الرسالة التي بثها جون كيري اليوم من خلال ملاحظاته هو أنه يدرك القليل عن مصر ولا يهتم كثيراً أو ربما خائف من الاقتراب من الحقيقة، وفي الوقت نفسه فإنه على السيدة “سارة سويل” أن تعود إلى الوطن فتصريحات “كيري” تركتها تتأرجح في الهواء”.