“دخلتْ والدتي المستشفى لعلاج إصابتها بالفتق السري؛ فقام الطبيب بإجراء عملية جراحية لها وخرجت في يوم العملية نفسه، وبعدها بأسبوع بدأت تعاني من مضاعفات كثيرة وتجمع صديد.. حاولوا الوصول إلى الطبيب دون جدوى، تدهورت حالتها وساءت كثيرًا، وعندما حاولوا اللجوء إلى الطرق القانونية تم تهديدي بايذائي في مقر عملي”.
هكذا يحكي د.عمرو، نجل الضحية الجديدة للإهمال الطبي، في حوار خاص لشبكة “رصد” تفاصيل معاناتها التي بدأت منذ يوم 8 نوفمبر الماضي في مستشفى “رويال” بالغردقة.
ويتابع د. عمرو قائلاً: “والدتي تعبت وكان عندها فتق سري، وبناء على ترشيح أحد المعارف ذهبنا للدكتور هشام صلاح الشامي، وبعد الكشف عليها أوضح الدكتور حاجتها لعملية جراحية سريعة؛ وافقنا على إجرائها فورًا، وتم تركيب شبكة لمعالجة الفتق، وخرجت والدتي في اليوم نفسه، وبعدها بأسبوع تم إزالة الدرنقة”.
كان من المفترض بعد إزالة الدرنقة أن تتحسن حالة المريضة، ولكن د. عمرو يقول: إن حالتها ساءت أكثر بعد إزالة الدرنقة بـ 15 يومًا؛ الجرح فتح مرة أخرى، وبدأ بإخراج كمية من الصديد، وساءت حالة والدتي وارتفعت درجة حرارتها مع إغماءات وتشنجات.. ذهبنا للدكتور هشام فوجدناه قد سافرلأداء العمرة، وكان هناك دكتور جراحة عامة موجود في المستشفى مكانه؛ فقال لا بد من حجزها في المستشفى.. كلمنا الدكتور هشام فنصحنا بالخروج من المستشفى وانتظاره حتى يرجع بعد أسبوع إلا أن حالة والدتي كانت لا تسمح بأي انتظار”.
وأضاف: “ذهبت فورًا إلى القاهرة وعرضتها على 3 دكاترة استشاريين جراحة عامة، وقالوا لنا ده تلوث في الشبكة حدث وقت إجراء العملية وأنه لابد من عملية أخرى من أجل إزالة هذه الشبكة وتنظيف الجرح جيدًا، وأكدوا أننا لو انتظرنا قليلاً كان كان من الممكن أن تصاب بتسمم في الدم بسبب الخراج وغرغرينا في البطن”.
و أكمل د. عمرو قائلاً: “الدكتور هشام الشامي كان عاوز نستناه أسبوع، ولحد دلوقتي احنا بنعاني من الموضوع ده عملية بسيطة تقلب معانا إن والدتي كانت هتروح مني وتفضل في السرير 3 شهور علشان الاستهتار والتكبر؟! وبالرغم من أنه لم يسال عن حالة مريضه، إلا أنني تواصلت معاه علشان أعرّفه اللي حصل مع والدتي، فكان رده أن والدتي كان عندها جرح قديم وتركيب الشبكة الجديدة هو السبب، ورده كان أكبر إدانه لأدائه الطبي، ولو كان كلامه صحيحًا فكان من المفترض عدم تركيب شبكة أو إجراء هذه العملية من الأساس”.
وأضاف: “تقدمت بمحضر في قسم الغردقة بالواقعة ضد الدكتور والمستشفي، وتقدمت بشكوي في نقابة الأطباء، وبعدها تواصلت معنا إدارة المستشفي وهددتنا لو متنزلناش عن القضية هنرفع ضدكم قضية تعويض، وتم تهديدي بشكل مباشر من قِبل مدير المستشفي لو متنزلتش عن القضية وسحبت الشكوي من النقابة هنوصل لشغلك في الجامعة ومكان عيادتك، وأبسطها نبعتلك واحدة تدّعي عليك أنك بتتحرش بيها..” ويواصل “بعد الكلام ده تقدمت بمحضر بهذه الوقائع في قسم المقطم”.
وبمرارة وأسى يقول نجل الضحية: “أنا طبيب وأعلم أن الخطأ الطبي وارد، لكن أسلوب التعامل مع المرضي هو ما نرفضه، وبالرغم من أنني سلكت الطرق القانونية تم تهديدي في عملي وشرفي”.
وكشف تقرير صادرعن لجنة حقوق الإنسان في يونيو 2014، بالاستناد إلى إحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء ، فإنه يموت نحو 2100 مصري سنويًا نتيجة الإهمال الطبي، وتنظر النيابة العامة في 900 قضية إهمال ضد الأطباء سنويًا، بمعدل 3 قضايا يوميًا، بحسب ما جاء في التقرير.