استدعت الحكومة الإيطالية السفير الأميركي بروما بعد اتهامات لوكالة الأمن القومي الأميركية بالتجسس على رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني وبعض المقربين منه عام 2011، في ذروة أزمة منطقة اليورو.
وقالت وزارة الخارجية الإيطالية في بيان لها إنها استدعت السفير الأميركي، جون فيليبس، “للتوضيح” بشأن التقارير، لكنها رفضت الإفصاح عن الأشخاص الذين قابلهم فيليبس وما إذا كان قد تم تناول الاتهامات بالتنصت.
وقال تقرير لمجلة لاسبريسو الإخبارية الإيطالية إن وثائق مسربة على موقع ويكيليكس كشفت أن وكالة الأمن القومي الأميركية -وهي وكالة حكومية أميركية تم الكشف عن برنامجها الخاص بالمراقبة من قبل ادوارد سنودن- قد تجسست على برلسكوني وبعض المقربين منه في فترة كان فيها الاقتصاد الإيطالي على وشك الانهيار، وحين كان رئيس الوزراء المحافظ السابق يواجه اتهامات تخص بعض الحفلات الخاصة.
وتقول التقارير، نقلا عن وثائق ويكيليكس، إن برلسكوني بالإضافة إلى “مستشاره الشخصي الذي يحظى بثقته” فالنتينو فالنتيني، ومستشار الأمن القومي برونو آرشي، وماركو كارنيلوس، المستشار الدبلوماسي، والممثل الدائم لإيطاليا في حلف الناتو ستيفانو ستيفانيني، تم استهدافهم جميعا.
وتزعم الوثائق أن الولايات المتحدة كانت معنية بعلاقة برلسكوني مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. وكانت وثائق ويكيليس نشرت عام 2009 قد وصفت فالنتيني بأنه شخص غامض يهتم بمصالح برلسكوني في روسيا، واستشهدت بالاتصالات الأمريكية داخل حزب برلسكوني والحزب الديمقراطي -وهو الحزب الحاكم الآن- في اعتقادها بأن برلسكوني كان يتربح من صفقات الطاقة بين إيطاليا وروسيا.
ويفترض التقرير بأن الأسرار الجديدة التي تم كشفها “سوف تعيد فتح القضية” عن سبب تنحي برلسكوني عن منصبه، لكنه لم يتطرق مباشرة لأي ادعاءات لها علاقة بوثائق ويكيليكس. وقد أعقب تنحي برلسكوني صعود حكومة ماريو مونتي، الذي أعقبه رئيس الوزراء انريكو ليتا، وأخيرا رئيس الوزراء الحالي ماتيو رينزي.
وأورد التقرير أن وكالة الأمن القومي أيضا قد اعترضت مكالمة هاتفية بين برلسكوني وبنيامين نتنياهو في مارس عام 2010 خلال فترة الأزمة بين إسرائيل والولايات المتحدة، بعدما أعلن نتنياهو خطة إسرائيلية لبناء 1600 وحدة استيطانية في القدس الشرقية، وخلال المكالمة قال نتنياهو، وفقا للبيان، أن التوترات بين إسرائيل والولايات المتحدة قد تتصاعد بسبب عدم وجود اتصالات مباشرة مع باراك أوباما، الرئيس الأميركي، فوعد برلسكوني بالمساعدة على إصلاح العلاقات مع واشنطن.
ولم ترد السفارة الأميركية عندما طلب منها التعليق على الأمر، ويأتي التقرير بعد يوم واحد من كشف صحيفة وول ستريت جورنال موافقة إيطاليا على السماح للولايات المتحدة باستخدام القاعدة البحرية لأميركا وحلف الناتو في صقلية لإطلاق طائرات بدون طيار في هجماتها الدفاعية ضد تنظيم الدولة في شمال أفريقيا، ويأتي هذا الاختراق بعد عام من المفاوضات مع الدولتين، حيث ترددت أقول عن رفض إيطاليا لطلب الولايات المتحدة باستخدام قاعدة صقلية لبدء هجوم محتمل.
ولم يكون قرار استدعاء السفير في إيطاليا هو الأول. فعندما علمت المستشارة الأميركية أنجيلا ميركل أن وكالة الأمن القومي قد تجسست عليها، هاتفت أوباما مباشرة وتسبب هذا الأمر في توتر العلاقات بين أمريكا وألمانيا.