أعلنت جامعة برلين التقنية “TU Berlin”، أنها ستغلق قاعات الصلاة بها، المخصصة للطلبة المسلمين، بداية من 14 مارس 2016.
وقال رئيس الجامعة كريستيان تومسن، في تصريحات صحفية، اليوم: “أنا مقتنع تماما بأن الدين والدولة يجب الفصل بينهما في الجامعات التابعة للدولة”.
وأكد كريستيان تومسن أنه “ليس لدينا أدلة على وجود سلفيين بالجامعة، لكن السبب الوحيد لإغلاق قاعات الصلاة هو الفصل بين المؤسسات الحكومية والكنيسة”.
وأضاف: “أن قاعات الصلاة المخصصة للمسلمين تم إنشاؤها قبل عدة سنوات عندما لم يكن هناك في برلين هذا العدد الكبير من المساجد، مشيرًا إلى أنه بإمكان الطلبة والموظفين المسلمين بالجامعة الصلاة في المساجد القريبة من الجامعة”.
وتوجد حتى الآن في جامعة برلين التقنية قاعة للصلوات اليومية، وصالة ألعاب يتم فتحها للطلبة المسلمين مرة في الأسبوع لأداء صلاة الجمعة، لكن بعد نحو أسبوعين من الآن لن يكون ذلك متاحا، في خطوة تشبه ما فعلته جامعات أخرى في ألمانيا، فقد قامت مؤخرًا جامعة إيسن والجامعة التقنية في دورتموند بإغلاق قاعات الصلاة بهما.
ويقول محللون إن هذه القرارات تظهر مدى نجاح الحركات العنصرية المعادية للمهاجرين في الضغط على الحكومة الألمانية وخاصة حركة “أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب” “بيجيدا” التي باتت تكتسح من يوم إلى آخر الشارع الألماني وحتى الأوروبي والغربي بصفة عامة، وتجيشه ضد المهاجرين وبالتالي ضد السياسات الحكومية المتساهلة مع توافد ملايين اللاجئين إلى دولها.
وتأسست حركة “بيجيدا” في ألمانيا وتوسعت لتنشئ أفرعا لها في الدنمارك والنرويج وبريطانيا، بينما يخشى على نطاق واسع في الدول الغربية من تتحول تهديدات الحركة العنصرية بالتصدي لأسلمة إلى ممارسات إجرامية بحق المسلمين في هذه الدول.
وأوضح المحللون، أن الحركة العنصرية تزداد تنظيمًا وأن عددا متزايدًا من مواطني هذه الدول أصبحوا يجمعون على تبني نهجها “السياسي” الذي يقوم على فكرة مركزية وهي منع “أسلمة الغرب”، في إشارة إلى ارتفاع أعداد المهاجرين المسلمين من دول النزاع خاصة في سوريا والذي يهدد في حساباتهم بتغيير المكونات الديموغرافية لدول تعرف تاريخيًا بأنها دول ديانتها المسيحية، رغم طابعها السياسي العلماني.