قدم مسعود صبري فضل الكاتب والباحث بقسم الشريعة بكلية دار العلوم، كلمة إلى الشباب تحت عنوان “إلى الشباب المصري الغيور”، داعيًا إياهم أن يتحلوا بالصبر تجاه ما وصفهم بـ”الطغاة”، محذرًا إياهم من حمل السلاح في وجههم.
وقال “فضل” في منشور له عبر حسابه بموقع “فيس بوك” :”أعلم أن غيرتكم صادقة، وحبكم لدينكم ووطنكم مما لا شك فيه عندي، لكن يجب على المرء في خضم الفتن أن يتسلح بالفقه والعقل، فإياكم ثم إياكم أن تفكروا في حمل السلاح، فإن الصبر على المصائب من أشد عوامل تخفيف البلاء، وإن دعاء السحر ليقضي به الله ما لا يفعله حمل السلاح”.
وأضاف “ليس من شيم الصالحين، ولا من كلام العلماء الربانيين، أن يحمل الناس السلاح في وجه الطاغية الظلوم، بل يسعى المرء إلى تخفيف البلاء عن نفسه وعن إخوانه وأهله ما استطاع، وإن حفظ النفوس مما أوجبه الله تعالى على عباده، بقوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} [النساء: 29]”.
وتابع “ليس من الحكمة أن يعرض المرء نفسه لشدة البلاء، لكن إن نزل به دون كسب منه، فعليه بالصبر والدعاء، وقد قرر الفقهاء أنه يتحمل أهون الشرين وأخفهما، ولا يعني هذا أنه وقوف مع الظالمين- عياذا بالله- فهؤلاء حسابهم على ربهم، وهو قادر عليهم، يدفع شرهم بما شاء كيف شاء”.
واختتم “فضل” منشوره بقوله “لا يحملنكم ما ترونه من اعتداء غاشم على المستضعفين أن يجركم الطغاة إلى معركة خاسرة، تُزهق فيها الأرواح، وتهدم فيها البيوت والمساجد، وقد جعل الله تعالى الجهاد مراتب، منه الجهاد باللسان والكلمة، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم من أعلى درجات الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر، والله تعالى لا يحاسب الناس إلا على قدر طاقتهم؛ لقوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286]، فما كان فوق الوسع فلا تكليف على المرء فيه.. نصحت لكم وإني لكم ناصح أمين”.