تصاعدت، اليوم السبت، حدة التوتر في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي شمال شرقي الولايات المتحدة الأميركية، بعد نشر الشرطة، أمس الجمعة، مقاطع مسجلة “فيديو” تُظهر عملية إطلاق شرطي أبيض النار على شاب أسود يدعى “بول اونيل”، في 18 يوليو الماضي.
وتجمع عدد من المتظاهرين أمام مديرية الأمن في شيكاغو، احتجاجًا على ما أسموه “التعامل بعنف مع السود”، مرددين هتافات من قبيل “أوقفوا جرائم الشرطة”، كما حاولت مجموعة من المحتجين اقتحام أحد المتاجر في شارع جيفري (وسط شيكاغو)، قبل أن تتمكن الشرطة وأمن المتجر من منعهم، فيما شهدت مناطق أخرى تصاعدًا للتوتر بين المحتجين والشرطة.
يذكر أنه تم إقالة ثلاثة رجال شرطة من عملهم عقب الحادث، بسبب مخالفتهم “سياسة قسم الشرطة” طبقًا لما ذكره بيان لشرطة شيكاغو، دون ذكر طبيعة هذه المخالفات.
وأظهرت إحدى تسجيلات كاميرا موجودة في الدرع المضاد للرصاص لأحد عناصر الشرطة، مطاردة سيارة سوداء يفترض أنها مسروقة يقودها شاب أسود في الثامنة عشرة من عمره، يدعى بول أونيل، بحسب ما ذكر التسجيل.
وأوضح التسجيل أن “سيارة الجاغوار سرعان ما أبطأت سيرها بعد أن قطعت إحدى سيارات الشرطة طريقها، إلا أنها تمكنت من الإفلات بعد مناورة بسيطة تفادت به الاصطدام بالمركبة التي وقفت في طريقها، وغادرت موقع الحادث بعد أن كادت أن ترتطم بأحد عناصر الشرطة المحلية”، فيما أظهر التسجيل شرطيًا آخر وهو يخرج من السيارة ويبدأ بإطلاق النار باتجاه السيارة السوداء.
كما أظهر تسجيل ثانٍ ارتطام الجاجوار السوداء بعجلة الشرطة، ومحاولة “أونيل” الفرار من السيارة التي كان يستقلها تجاه أحد الأزقة الضيقة في الحي السكني الذي وقع فيه الحادث 18 يوليو الماضي، بينما أظهر تسجيل آخر الشرطة وهي تطارد الشاب الأسود جريًا على الأقدام، حيث سُمع صوت 5 إطلاقات نارية، دون التمكن من معرفة مصدرها.
وظهر “أونيل” في تسجيل رابع، والشرطة تقتاده خارج الباحة الخلفية لأحد المنازل، حيث أمكن مشاهدة المتهم وتم تقييد ذراعه خلف ظهره، فيما غطى الدم أجزاءً من قميصه، فيما سُمع صوت أحد عناصر الشرطة مستنكرًا ما وصفه إطلاق المتهم النار عليهم، فيما قال صوت آخر إن الرصاصات كانت تأز بالقرب من أذني، مضيفًا “لا أعلم إذا كانت الشرطة تطلقها أم أحد آخر”.
وفي التسجيل يُسمع صوت أحد الشرطة الذين ساهموا في ما يفترض أنه كان مواجهة نارية بين المتهم والشرطة وهو يقول “لقد كاد أن يصيب زميلي، لذلك أطلقت النار عليه”، هذا ولم يتوفر تسجيل مرئي لتبادل إطلاق النار الذي أدى لمقتل المتهم، بسبب عدم وجود كاميرا في الدرع المضاد للرصاص للشرطي الذي أردى “أونيل” قتيلًا.