كشفت نتائج استطلاع رأي جديد أعدّته صحيفة «معاريف» الإسرائيلية في الأراضي المحتلة أن 65% من الإسرائيليين المستطلعة آراؤهم يثقون في السيسي، واحتل فيه المرتبة الأولى. فيما احتل العاهل الأردني الملك عبدالله المرتبة الثانية بنسبة 61%، وبعدهما زعماء دول الخليج بنسبة 53%، وفي المرتبة الرابعة العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز بنسبة 52%.
وأثارت نتائج الاستطلاع الجدل، في الوقت الذي تزداد فيه معارضة السيسي في مصر وإعلان مؤيدين له تبرؤهم منه؛ إلا أن مراقبين رؤوا أن لذلك أسبابًا، نستعرضها في التقرير.
1- علاقة ود
أصبحت العلاقة «الدافئة» بين السيسي و«إسرائيل» علنية ولم تعد سرًا خافيًا على أحد، سواء من ناحية السيسي الذي لا يترك مناسبة في الداخل أو الخارج إلا ويتحدث فيها عن الكيان المحتل بكلّ حب وود، أو من ناحية الكيان الصهيوني الذي يبذل قادته كل ما في وسعهم ويُسخّرون كل طاقاتهم للحفاظ على نظام السيسي المتهاوي والفاشل بشكل واضح على كل الأصعدة.
2- حصار غزة
يأتي حصار الجيش المصري لقطاع غزة ضمن أهم الأسباب؛ فكثيرًا ما أكّد مسؤولون ومعلّقون إسرائيليون أنه يرتبط بتعاون استخباراتي عميق مع مصر والأردن؛ لا سيما في شؤون سيناء. ووصف نائب رئيس أركان جيش الاحتلال «يائير غولان» هذا التعاون بـ«غير المسبوق»، وأشاد بتعاون أجهزة الاستخبارات المصرية والأردنية في محاربة الجماعات الجهادية مثل «تنظيم الدولة».
وقال إن هناك شعورًا قويًا في المنطقة بأن «إسرائيل بحاجة إلى وضع عداواتها جانبًا والتركيز على المصالح المتبادلة والعمل معًا لمكافحة التهديد الجهادي».
3- التصويت لصالح «إسرائيل»
صوّتت مصر لصالح انضمام «الكيان المحتل» إلى عضوية لجنة تابعة للأمم المتحدة، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد في تصريحات نقلتها وكالة «أنباء الشرق الأوسط» المصرية الرسمية إن «مشروع القرار الذي صُوّت عليه في الأمم المتحدة كان يشمل انضمام ست دول جديدة إلى اللجنة المشار إليها دفعة واحدة؛ من بينها ثلاث دول عربية خليجية»، وقال إن «التزامنا بدعم دول عربية مرشحة للجنة الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي في الجمعية العامة للامم المتحدة كان الدافع وراء هذا التصويت».
لقاءات علنية وأخرى سرية
أثارت لقاءات عبدالفتاح السيسي المتعددة مع الوفود اليهودية والمسؤولين الإسرائيليين تساؤلات عن طبيعة العلاقات التي تربطه بهذه الأطراف، وكان لافتًا كثرة لقاءاته العلنية بالأطراف اليهودية وقادة منظماتها في مقابل حرصه على لقاء أي مسؤول إسرائيلي بشكل سريّ منذ وصوله إلى السلطة، وبما يتناقض مع ما كشفته تسريبات وزير الخارجية المصري سامح شكري والتصريحات المتتالية من تل أبيب التي تؤكد وجود تفاهم وتعاون غير مسبوق بين السيسي و«إسرائيل» على مختلف الأصعدة؛ خاصة السياسية والأمنية.
التقى السيسي ممثلين عن مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية، وهو اللقاء الخامس من نوعه في غضون أقل من عامين؛ فاللقاء الأول في يوليو 2015 بالقاهرة، تلته ثلاثة اجتماعات في 2016 (اثنان بالقاهرة في فبراير وديسمبر، وبينهما لقاء في سبتمبر بنيويورك).
وفي تصريحات صحفية، قال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية علاء يوسف إن السيسي أكد في لقائه بزعماء اليهود الأميركيين حرصه على استقبال وفود تمثّل مختلف أطياف المجتمع الأميركي؛ لتعزيز التواصل والتفاهم بشأن التحديات التي تواجه المنطقة، خاصة الحرب ضد الإرهاب، وشدد على أن إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إحدى أهم أولوياته.
وجاء آخر اجتماع بين السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو منذ قرابة عشرة أيام، بعد ساعات من كشف وسائل إعلام إسرائيلية عن لقاء سري عُقد في مدينة العقبة الأردنية العام الماضي بينهما أيضًا وقادة عرب آخرين.