تصاعد الخلاف بين السعودية وأميركا مؤخرا بالتزامن مع نشر صحف غربية تسريبات عن رفض المملكة زيادة ضخ النفط السعودية بالتزامن مع مقاطعة متزايدة للنفط الروسي.
فما دلالات التقارب السعودي الصيني؟ وهل تخشاه أميركا وتسعى إلى إفشاله؟
في البداية أشار بيان سابق من البيت الأبيض إلى نقاش مع المملكة بشأن إنتاج النفط والذي لا يزال منخفضا منذ رفض المملكة طلب بايدن في أغسطس زيادة معدلات الإنتاج وجاء فيه: أكد الزعيمان على التزام الولايات المتحدة والسعودية للحفاظ على استقرار إمدادات الطاقة العالمية.
وجاء البيان السعودي عن المكالمة مماثلا بالنسبة لأسواق الطاقة والنفط أكد خادم الحرمين الشريفين أهمية الحفاظ على التوازن والاستقرار في أسواق النفط.
إلا أن البيان السعودي أضاف أمرا لم يشر إليه البيت الأبيض وهو أن الملك سلمان أكد على الاتفاق التاريخي لأوبك+ وأهمية الحفاظ عليه، وهو إشارة لرفض المملكة زيادة معدلات إنتاج النفط لأن منظمة الدول المنتجة والمصدرة للنفط، أوبك قامت بالتوافق مع روسيا على حصص الدول الأعضاء.
ونشر موقع ذي إنترسيبت مقالا لكين كلينتستين قال فيه إن السعودية رفضت مناشدات الرئيس الأمريكي جوي بايدن زيادة معدلات إنتاج النفط في وقت يحضر فيه حزبه للانتخابات النصفية نهاية العام الحالي. وتريد إدارة بايدن استقرارا في أسعار النفط للحد من التضخم وعدم تحميل حزبه اللوم على زيادة أسعار الوقود.
وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن السعودية وجهت دعوة للرئيس الصيني شي جين بينغ لزيارة الرياض، في وقت تعرف فيه علاقة المملكة بالولايات المتحدة توترا على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، وبحسب الصحيفة، من المتوقع أن تتم الرحلة بعد شهر رمضان
زاد الخلاف بين واشنطن والرياض خلال الفترة الأخيرة؛ بعد رفض ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، طلب أميركا التحدث هاتفيا مع بايدن، في ظل سعيها لاحتواء ارتفاع أسعار النفط، جراء الحرب الروسية الأوكرانية، بحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية
تسعى إدارة بايدن إلى زيادة المعروض من النفط؛ بعد حظر الواردات الروسية، ما دفع أسعار النفط إلى 140 دولارا للبرميل، وهو أعلى مستوى في 14 عاما، كما رفضت منظمة «أوبك+» زيادة إنتاج النفط، رغم المناشدات الغربية
السعودية ترى سبب تدهور علاقتها مع أميركا؛ هو وقف إدارة بايدن الدعم لها في حرب اليمن، وتعطيل صفقاتها العسكرية، والمساعدة في برنامجها النووي، ومنح حصانة قانونية لابن سلمان في أميركا، إذ يواجه عدة دعاوى قضائية هناك، بما في ذلك قضية اغتيال خاشقجي
شهدت السنوات الأخيرة -منذ 2017- جولة من التقارب بين البلدين، شملت اتفاقيات بلغت قيمتها 65 مليار دولار، واستورت السعودية مزيدا من الصواريخ الصينية، كما أنها تعمل على تطوير برنامجها للصواريخ «البالستية» بمساعدة الصين، في ظل تصاعد قدرات إيران
صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، تقول إن السعودية وجهت دعوة إلى الرئيس الصيني لزيارة الرياض، وسط تحول جيوسياسي في الشرق الأوسط، حيث تتطلع أميركا إلى تركيز الاهتمام على آسيا، بينما توسع الصين نفوذهما في المنطقة
واشنطن تحاول الحدّ من سباق التسلح في المنطقة؛ خشية تطوير صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، أو خرق إستراتيجيتها في بقاء التفوق العسكري لجيش الاحتلال الإسرائيلي على جميع دول المنطقة